من يعرف امريكا ويعرف طرق أدائها المعروفة، يعرف جيدا أنها أبعد ما تكون عن اقتراح نموذج مفصل بخصوص الأزمة في اليمن.
ويمكن مقاربة هذا الأداء من ثلاثة معايير هي: الموقف الأمريكي الرسمي من الأزمة؛ وتصوراته للحل؛ والمؤثرات الاقليمية التي تؤثر على صانع القرار الأمريكي فيما يخص المسألة اليمنية.
- أولا: الموقف الأمريكي الرسمي:
- ان ما حدث هو انقلاب وغير شرعي
- هادي وحكومته هما الشرعيان
- المرجعية القرار ????، والمبادرة الخليجية.
- ثانيا: تصورات أمريكا للحل:
- الحل يجب أن يكون سياسيا لكن على قاعدة انهاء الانقلاب؛ الشراكة مع الحوافيش مقابل التخلي عن الانقلاب واثاره؛ تسليم السلاح والانسحاب من المدن.
- ثالثا: المؤثرات الإقليمية:
- أولوية رأي المملكة السعودية وأمنها القومي فيما يخص اليمن.
- الاتفاق النووي مع ايران وتأثيراته على الانتخابات الرئاسية وعلى حظوظ الديمقراطيين فيها.
- تماهي المشروع الحوثي مع مشاريع امريكا الطائفية للمنطقة.
- هامشية اليمن بالنسبة لأمريكا مقارنة مع ملفات اخرى كالملف السوري.
ولذلك فإن أمريكا تحرص على الأداء من خلال مسارين، الأول الرباعية مع السعودية والامارات وبريطانيا و مقاربة تصوراتها للحل مع شركائها الإقليميين، ومن ثم إخراج ذلك في المسار الرسمي للأمم المتحدة. ولذلك لا تتوقعوا أن تفعل امريكا من خارج هذين المسارين أو أنها تعلن عن رؤى من خارج ما قد انجز من خلالهما.
وعلى هذا يمكن القول إن المرجعية للتحركات الراهنة ولقاء كيري مع الرباعية بجدة هي بيان رباعية لندن، ورؤية ولد الشيخ المعلنة في الكويت، فكل مقترحاته هي أفكار تنفيذية بخصوص وثيقة ولد الشيخ، والمعلن فقط من هذه الأفكار هو تسليم السلاح لطرف ثالث، ولا وضوح بخصوص تزامن المسارين العسكري والسياسي، الا ان ولد الشيخ قطع هذه المسألة بإعلانه في مجلس الأمن ان المسارين يجب ان ينفذا بالتوازي لا بالتزامن.
ولذلك يمكن القول إن الهدف من زيارة كيري هو تحريك المسار التفاوضي بأفكار على رؤية ولد الشيخ، وليس لتقديم رؤية جديدة، وايضا اسقاط واجب قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لغرضين: الرد على الجمهورين الذين يتهمون الديمقراطيين بالسلبية فيما يخص ازمات الشرق الاوسط وتفاقمها؛ والتهدئة مع ايران بخصوص النووي قبل الانتخابات.
تقديري أن تحرك كيري الأخير لن يكون فارقا ككل التحركات الأمريكية عموما والتي بدأت بقدوم اوباما نفسه للرياض وضغطه لأجل التسوية السياسية، وأي فرق هو لن يكون ممكنا حتى ما بعد الانتخابات الرئاسية التي سيترتب عليها الكثير بما في ذلك مقاربة امريكا لقضايا الشرق الاوسط.
اقراء أيضاً
لا مستقبل للإنقلاب
ما بعد الكويت.. مناورة سياسية وتصعيد عسكري
مجلس لإدارة خلافات الحوثي وعفاش لا أكثر...(تحليل)