21 سبتمبر لم يكن انقلابا على ما تبقى من الجمهورية فحسب، بل كان حفلة تعري علنية لكتاب ومثقفين وقيادات سياسية وحزبية، كانت البلاد تترنح وكان كثير من هؤلاء يرقصون طرباً رفقة مليشيا طائفية إماميه أسقطت اليمن في حفرة الحرب والدم واستولت على السلطة بالقوة.
كيف يمكن لسياسي أو مثقف سوي، يلوك كأي ببغاء، مفاهيم الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والتداول السلمي للسلطة، ثم يبتهج بانقلاب مسلح تقوده مليشيا طائفية فاخرت من وقت مبكر بأيدلوجيتها العنصرية المقيتة.
فعلوا ذلك بالطبع نكاية بطرف سياسي لدود، لكن الثمن الأقسى والأفظع كانت تدفعه البلاد ويبدو أن الأسوأ لم يأت بعد، في اليمن لا قعر لتردي هذه النخبة الموبوءة بالخصومة الفاسدة والفاجرة.
لا حدود فاصلة بين الخصومات السياسية الناشئة عن صراعات مصالح ضيقة، أو بقايا ميراث خصومات أيدلوجية غبية، وبين القضايا المصيرية للبلاد والشعب.
إنها الممارسة غير المكترثة لأي التزام سياسي أو أخلاقي أو وطني. لذلك يستمر الأداء الفاسد ذاته، وتتحول الحرب التي أشعلتها " البهجة الانقلابية" إلى مجال حاضن لحروب جانبية أخرى هي ذيول للأولى والأتباع يصفقون ببلاهة.
هذه البلاد لا تتعلم من عثراتها، وتغدو التجارب صور مكررة لنفس الذهنية المسكونة بالخيار الشمشوني والتواطؤ لهدم المعبد على رأس الجميع، ما أتعس هذا البلد بنا.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
هل أنت على علاقة مع الاحتلال الصهيوني؟
فضيحة الأمم المتحدة