بآلاف الريالات، والدولارات، وآخر إصدارات الهواتف، والسيارات، هدايا لأطفال في الروضة والتمهيدي في حفلات تخرج دخيلة.
لم نعرف في مشوارنا التعليمي سوى احتفالين، أحدهما حفل رمزي للغاية بعد الثانوية والآخر بعد الجامعة، وبقي هذا النظام متبعا حتى وقت قريب، وكانت احتفالات مدهشة وأبطال هذا "الإدهاش"، ما يجود به الطلبة من فقرات يعجز عنها طلبة اليوم، وكانت ذات مذاق خاص.
اليوم احتفالات لطلبة الروضة والتمهيدي وكل المراحل الدراسية، وبشكل مبتذل و"غوغائي"، منذ أن غدت المدارس مثل البقالات في كل حي وحارة أصبح المشهد عبثيا والتعليم "صفرا"، إلا في عدد قليل جدا من المدارس الجيدة.
الانتقاص من الناس وعدم مراعاة أوضاعهم هو أن تشهد هذه الاحتفالات إعلان بعض أولياء الأمور عن هدايا فاخرة لأولادهم حتى في التمهيدي، وعبر مكبرات الصوت.
(ألف ريال سعودي، مئتا دولار، جوال آيفون 11 برو، وهدايا ثمينة وسيارات) هذا استفزاز للآلاف من أولياء الأمور وأولادهم الذين بالكاد يتدبرون رسوم دراستهم، وبعضهم ربما محروم من هذا الحفل بسبب عجزه عن سداد إيجار "زي التخرج"، أو دفع الاشتراك حتى وإن كان متفوقا.
تخيلوا حفلات في كل بداية ونهاية عام، وفي الأخير تجد طالبا وصل الى الجامعة ولا يعرف الفرق بين الحال والصفة أو لنقل "تخفيفاً" لا يتذكره، ومصرٌ على دراسة الإعلام مثلا، ومثلهم آخرون اتجهوا لدراسات كالطب والهندسة.
ليس صحيحا أن يتحول المشوار التعليمي منذ الروضة الى مهرجانات جوفاء واستفزازية واستعراضية، أزعم أننا بحاجة الى قرار صارم ينظم هذا العبث ويضع حداً لهذه الفوضى.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
اليوم المشهود لتعز
مأساة شعب في "غربة البُن"
حكاية من اليمن