وقف الباص في منتصف الشارع.
بينما هي تحاسب المشوار، صدمها موتور عاكس وسط الشارع..
أصيبت وطفلتاها بخدوش، وانتهت المشكلة.
قطعت الشارع، باغتها سائق آخر عاكس للخط، نجت منه بأعجوبة، وفِي غمرة الخوف سيارة حبة تركب الرصيف تختصر زمن الذهاب للجولة، فتتوقف على الرصيف لانتهاء البنزين.
رصاصة راجعة تصيب كتفها، يتنادى الناس لإسعافها لعيادة الحي المجاور.
شجار عنيف بين "مداليز" يهشم زجاجات العيادة ويفر الجميع، حتى هي و"المغذية" المعلقة.
تعود منزلها المهترئ تجده محكم الإغلاق من الخارج، فعليها إيجارات نصف عام.
تُمضي ليلتها عند شقيقتها، التي أغاثها المطعم المجاور بكيس خبز وعلبة زبادي كوجبة عشاء.
على حين غفلة تنفجر أسطوانة الغاز الممنوحة من العاقل وتخلف إصابات بالغة بالمنزل ومن فيه.
ينفّض الناس للإسعاف، وفِي منتصف الطريق غارة جوية لتحالف دعم "الشرعية"، تستهدف حياً بأكمله، وتبعثر الموتى على المداخل والمخارج.
بعد لحظات طقم عابر كالبرق يدهس عدداً من الناجين، وتستمر (الزواملُ) كأن شيئاً لم يكن.
يعود المذياع متحدثا عن النصر، ومذياع آخر يتوعد بالمزيد، والملايين جوعى وموتى ومرضى.
يتوقف المشهد مختصراً حكاية اليمن.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
اليوم المشهود لتعز
حفلات "عقدة النقص"
مأساة شعب في "غربة البُن"