على غرار "باب النجار مخلوع"، فإن معظم الحقوقيين لا يتورعون في أكل حقوق العاملين لديهم.
ما تزال ثنايا قضية الصحفي لطف الصراري تتكشف يوماً تلو آخر وتكشف فنون أكل الحقوق. ولكن ممن؟ من منتسبين ومؤسسين لواحدة من أهم المنظمات الحقوقية العاملة في اليمن وهي منظمة مواطنة. وكما يقول المثل اليمني الآخر "... فأين الكِنان يا الله!؟"
تخرج القضية من إطارها المحلي اليمني إلى إطار أوسع وهو اتحاد الصحافيين العرب الذي أصدر بياناً يتضامن مع النقابة اليمنية في مساعيها لحل ودي لقضية ليست شائكة لهذا الحد لولا الصلف والغرور واعتياد "قحط" حقوق العاملين في بلد لا يوجد فيه من يضمن لك حقك ولا من يناصرك حتى العاملون في مجال الحقوق.
الطريف ان من وراء المنصة واقصد منظمة مواطنة تحصلت على جائزة تكريم قبل أسابيع قليلة في ألمانيا.
إلى حد الآن سجل المنظمة القضائي سليم، لكن سلوكها العملي هو ما يجب ان يعاد النظر فيه، ولو كانت منظمة نزيهة لسارعت إلى تقديم العون والمناصرة لإنصاف الصحافي من المنصة. أليس هذا هو مجالها؟ أليست تؤمن بالحقوق وتدرب عناصرها على المناصرة؟
هل يعلم الرعاة الدوليون بسلوك الحقوقيين في اليمن؟ هل لديهم مدونة سلوكية تقتضي اعلى درجات النزاهة؟ هل جوائزهم هي لمنح شرعية ونقاء اخلاقي لمن لا يراعون أبسط معايير المهنة؟
اتكلم هنا عن مسألة واضحة حقوقية لا تحتمل أدنى تسييس أو تصفية حسابات أو نزاعات شخصية.
كل هذه ممكنة في الفضاء العام الذي تعرض لاستقطابات وأهواء شخصية واستعلاء فردي وسلالي ومناطقي. ولا أريد الخوض في هذا المجال.
ماذا عن الوسط الثقافي في البلاد؟
في البداية كتب الكتاب على مختلف مشاربهم وظنوا ظناً حسناً وركنوا الى سمو أخلاق أطراف القضية وراهنوا على كرم وسماحة مالك وراعي المنصة في أن يتفضل بمنح الصحفي حقوقه التي انتزعت منه في لحظة أليمة أقل ما يمكن أن يحسب له فيها تضحيته بصحته الشخصية من أجل إنجاح عمل ثقافي وصحفي متميز في بلاد متعثرة.
هل خاب ظنهم أم فشلت ترجياتهم واعتباراتهم الشخصية وانتهت حفلة المجاملات لدى البعض؟
أمام قضية أقل ما يمكن وصفها بالفضيحة ما يزال الكتاب يتعاملون مع منصة خيوط وينشرون موادهم وكأن شيئاً لم يكن. هناك واجب معنوي واخلاقي يشمل الجميع. فالتغاضي عن حقوق مؤسس أو صحافي من كبار محرري الموقع/المنصة يعني التواطؤ الضمني والعلني مع آكلي الحقوق.
على الناس ان تتخذ ما بوسعها من مواقف تضامن. وأولى من يتحرك هم أصحاب القلم.
*نقلاً عن صفحة الكاتب في فيسبوك
اقراء أيضاً
لا يسود بالدعاية فقط
حان الوقت أن تستمعوا للشعب!
كارتيل الموت في صنعاء يدافع عن المبيدات