هذا هو التدخل الذي نريده وهو ما كان مفترضا بالخليج اتباعه منذ البدء، حيث اعتماد السيطرة الإيجابية على توجهات النخبة اليمنية ودفعها صوب العمل على التسوية.
كل شيء يشير لكون الخليجيين قد أرهقوا من الحرب ومن التدخل العائم بصيغته تلك، التصريحات الرسمية في وكالات انبائهم وتصريحات السياسيين اليمنيين هناك ولو بإيعاز من الرعاة الخليجيين فليكن، المهم مصلحة اليمن.
من الواضح للغاية ان الإمارات والسعودية قد استجابتا للمتغيرات الدولية "حرب اوكرانيا تحديدا " وخلصوا لاستخدام نفوذهم ونقودهم لارتجال كيان بديل يحمل عنهم عبئ التدخل ومسؤولية الحرب وبقائها فرصة حياة ومكاسب للنخبة اليمنية، ويمكنك التقاط هذا النزوع من الإصرار على استبعاد الخل العسكري في التصريحات ناهيك عن تراجع منهجية التدخل السابقة فيما يخص الوحدة إذ أصبح الزبيدي عضو مجلس رئاسي في حالة افصاح ان مسار الانفصال قد ضرب تماما.
حتى انه من المتقبل تماما ان تتسلموا المائة ألف والمائتي ألف وتعملوا لصالح بلادكم، على ان تكونوا فرصة حل وليس نمطا من الحياة المترفة على حساب فرصة الحرب.
يجدر بسلطة صنعاء تقبل هذا بإيجابية وذكاء، وسيكون من المفزع حقا اتباع اي استراتيجية هجوم عسكري أثناء تخلق فرصة سلام كهذه وأثناء ما يبحث السعودي والإماراتي عن طريق للخروج فتقوم بقطع الطريق عليه بعملية محتملة تحاول اهتبال فرصة استبعاده للتدخل الجوي، ليس حكيما البتة التمسك منا جميعا بتثبيت صورة السياسي اليمني في الخارج كمرتزق وعميل وتثبيت صورة الخليجي بوصفه عدوا الى مالانهاية، وإرغامه على لعب هذا الدور لأي سبب كان بما في ذلك فشل اي تسويات إقليمية فانت ملتزم باليمن ومصلحة اليمن قبل اي شيء آخر.
وليكن أن يتخلص الإصلاح من ثقل المأزق والمكابرة ناهيك عن الفوبيا المشتركة بين الإصلاح والحوثيين وخوفهما معا من فوبيا "العفافيش" فليتصدر العليمي المشهد وليتراجع الإصلاح قليلا ،المهم تتقدم الفرصة اليمنية في التسوية، وعلينا جميعا - ليس إظهار اليقين بخيرية التحالف فجأة - لكن علينا التفكير الجاد في اضطراراهم بعد سبع سنوات من الحرب واثناء ما تتشكل تحالفات دولية وحدوث متغيرات إقليمية على عاتقها، حقنا ان نستفيد من كل هذا لنحظى بفرصة تسوية عادلة، لا ان نحتفظ بمزيج العناد والضغائن بوصفهما منهج عمل سياسي في مسار معركة كسر عظم واشتراطات بقدر ماهي متعذرة بقدر ماهي بالغة الكلفة.
المهم اليمن، فرصتها في تسوية وحضورها فوق حضور اي قوة ومقدمة على كل فرصة وغنيمة شخصية، لا ضغائن وأحكام قاطعة بشأن أحد في الداخل او الخارج، ولا قنوط من جملة أخطائنا وكأنها قدر المخطئ، إذ لا يزال بوسعنا لملمة كل ما اسقطناه بدافع التهور والكراهية وبالحكمة والتجرد نشيد منه حاملا لبداية جديدة.
*نقلاً عن صفحة الكاتب في فيسبوك "العنوان اجتهاد المحرر"
اقراء أيضاً
السنوار بطل الوعي الجمعي
نحتاج قُضاة شُجعان
نبدو غرباء أكثر