أحب هذا، أحب كوني موجودا لحظة تدفق الظلام الذي أحب، لأنه ظلامك يا بلادي كما يقول شاعر عراقي، من لذعة الهواجس أستعيد وعيي بي وبك، ومن الخراب أعيد بنائي وكأنني بعض من البردوني وهو يقول "باحثا في تكسري عن نواتي".
هكذا كل مساء أتسكع في أزقة العاصمة من مقر تخديرتي في الحصبة، يتبطل ذهني في القاع، يذرع شارع الزبيري جيئة وذهابا حتى باب اليمن وهناك يقف محدقا في البدايات ويصغي لغمغمة المارة والداخلين من البوابة في القرن التاسع عشر، أمضي بعدها لميدان السبعين أشهد العرض الأسطوري للجيش اليمني وصوت الفلسطيني يشق الفضاء "يا ماردا".
هناك حيث أبكي مثل يعقوب وقد رد الله إليه يوسف، وفي طريق العودة ادور حول نفسي بجولة كنتاكي وأبحث عن ملامح الأصدقاء في المنافي تاركين لي رائحتهم في قيعان كؤوس الشاي بالحليب في بوفية كنتاكي، كأسك بلا أبخرة يا سامي غالب لكنه ينتظرك وأنا ومقعدك المقابل وصاحب البوفيه أيضا، ننتظرك لنثرثر الفصل الناقص من حكاية لا تكتمل.
هكذا كل ليلة في حواري المدينة وأعود آخر المطاف أغمغم مع البردوني: وبدأت أحس بزوغ فتى،، غيري من مزقي يتكون.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
السنوار بطل الوعي الجمعي
نحتاج قُضاة شُجعان
نبدو غرباء أكثر