من التحديات المهمة أمامنا مكافحة العنصرية والخطابات العصبوية ودعوات الكراهية والفرز والتصنيف.
مواجهة العنصرية بعنصرية مضادة تكريس أكبر للعنصرية ومكاثرة للأدواء والعاهات النفسية والضغائن والثارات ودفع هستيري لدورات متعاقبة من العنف والانقسام المجتمعي الحاد.
نحن بحاجة ماسة ودائبة لتأطير هذا الصراع في أبعاده الوطنية الخالصة والتحذير من مغبة السقوط في التمييز والفرز العصبوي بصيغه المقيتة وشعاراته وراياته الرثة كلها.
نحن يمنيون فقط ونحارب مليشيا انقلبت على الدولة والشعب ونريد استعادة دولتنا التي تسعنا جميعا وتضمن حرياتنا وحقوقنا وكراماتنا ومساواتنا بدون تحيز أو تمييز.
إن العنصرية لا تبني دولا ولا مجتمعات على الإطلاق وغاية ما تفعله تدمير ركائز الوجود ونسف مقومات الحياة وحيونة الإنسان.
يكمن التحدي في أن لا يستطيعوا جعلنا مثلهم. يروي الفنان والمبدع الأرغواني المدهش "إدواردو غاليانو" هذا ما كتبه لي كاتشو ال كادريه: "كان هذا في الأيام الأخيرة للديكتاتورية العسكرية في الأورغواي كنا نتناول الخوف بدلا من طعام الإفطار".
والخوف بدلا من الغداء، والخوف بدلا من العشاء، لكنهم لم ينجحوا في جعلنا مثلهم" يتناص هذا الوعي مع مقولة نيتشه "وأنت تصارع الوحوش عليك محاذرة أن تصير وحشا مثلهم" وفي "تعليم المقهورين" وأنت تناضل في سبيل التحرر من القهر عليك أن تمزق صورة القاهر داخلك كي لا تكونه وتصير القاهر والجلاد البديل.
"التخلص من الشرور داخلنا" تحدينا الأهم والانتصار الحقيقي يكمن في هزيمة مواريث القهر والتحرر من كل الأدواء التي تعيد إنتاج التخلف والاستبداد والقمع والإنكار وعدم الاعتراف.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
لا مشروعية تتأسس على الخرافة والموت!
غزة الاستثناء المقلق
حين يكون الحضور عين الغياب