يمثل اعلان بعثة الاتحاد الأوروبي بعنوان "جو نتجابر" انتقالا مفاجئا من الحديث عن الاوضاع الانسانية وتهديد المجاعة وتفشي أوبئة قاتلة في اليمن الى مشروع "للثرثرة" تحت مبرر حماية التراث.
يبدو المشروع محمودا ومطلوبا في فترات السلم حيث الاولويات مختلفة عن الاولويات وقت الحرب.
انطلق المشروع في الربع الأخير من السنة المالية ويبدو انه أعد على عجل؛ من عنوانه المقتصر على لهجة محددة جغرافيا في اليمن الى فحواه التي تخالف العنوان "حيث العنوان يشير الى الحكي بينما مضمون العنوان هو التصوير بدرجة أساسية.
ليس على عجل فقط بل ويسخر من واقعنا ويستخف بهذه المعاناة.
الاتحاد الاوروبي تكتل سياسي اقتصادي ومنظومة قيم لا يستهان بها في الساحة الدولية فكيف يتقزم في مشاريع كهذه في يمن الحرب والقتل وانتهاك حقوق الطفولة.
هذه المشاريع هي صيغة مبسطة من فساد نشاط جهات خارجية في اليمن. قد لا يكون فساد مالي لكنه افساد أخلاقياتي وتسطيح وتغريد خارج السرب وحرث خارج السياق.
التطبيق الحرفي لصيغة النماذج في المشاريع يقود الى مشروع مفارق ومناقض كهذا.
كذلك يمكن تفهم تحركات المبعوث الاممي الذي يتصرف كما لو انه في مرحلة إعداد قاعدة بيانات وتصورات ذهنية للمشكلة في اليمن.
بعد أربعة اعوام مِن الحرب البشعة وانهيار البلاد ومبعوثين سابقين وقرارات اممية على رأسها القرار ???? وقبلها الالية التنفيذية، ينهمك المبعوث الاممي الجديد الى اليمن في جمع شخصيات يمنية متخففة من اثقال الصراع وتقول منطقا منفصلا عن واقع الحرب وواقع الصراع وليست ذات تأثير في موازين القوى ولا تمتلك نفوذا لدى الاطراف المتحاربة. وفوق هذا يطالب بتمثيل شكلي للمرأة والشباب في صناعة السلام في اليمن.
لست ضد اشراك المرأة او الشباب في صناعة مستقبل اليمن بل اني احرص كل الحرص على شراكة كهذه تمتلك الشروط الموضوعية لفاعليتها لكن الصيغة الشكلية في تنفيذ فعاليات تبرر أوجه الإنفاق وتحركات المبعوث الاممي لدى رؤساءه لا تقل سطحية عن اعلان بعثة الاتحاد الأوربي المتعلقة بالثرثرة.
ما الذي يجعل الامم المتحدة هي الاخرى تتصرف بثرثرة وتستجلب فعاليات للثرثرة.
احترم كل الاحترام الشخصيات المشاركة في حوارات سواء في الاْردن او عواصم أوروبية كثيرة لكني اتساءل وأوجه اليها السؤال في جدوى كل هذا.
هل يمكن العودة الى ملفات فترة المبعوث السابق اسماعيل ولد السيخ وقراءة ما خلصت اليه هذه الجولات والحوارات ومقدار تأثيرها على مسار الحرب في اليمن وإسهامها في تقدم مسار التسوية او ثني الاطراف المتحاربة؟ استخدم كلمتي الاطراف المتحاربة تماشيا مع ذهنية شخصيات هذه الحوارات مع اني على قناعة تامة ان المشهد يفسر ببساطة انه حرب تقوده جماعة عقائدية استعلائية تمتلك سلاح بلد وتحارب مشروع سياسي يحظى بقول واسع واعتدت على دولة اليمنيين اولا وأخيرا وانخرط تحالف دول مجاورة في هذه الحرب لاعتبارات أمنية إقليمية في المقام الاول.
تظل الاجابة مبهمة وستسمر هذه الحوارات بين القتل والتشرد يلحق باليمنيين.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
لا يسود بالدعاية فقط
حان الوقت أن تستمعوا للشعب!
كارتيل الموت في صنعاء يدافع عن المبيدات