"الهاشمية السياسية "محاولة تأطيريه متعجلة لظاهرة ربما تكون أكبر من هذا التعريف والذي قد يبدو أقل استيعابا وإحاطة لموضوع الخلاف والتنازع والصراع.
إن ضبط المفهوم وتحديد المصطلح شرط منهجي إذا اخضعنا هذا الإشكال للدرس والبحث العلمي والمعرفي المتجرد
خطل المصطلح يفضي الى خطل في الرؤية والنظر وخبال في الموقف.
"الهاشمية السياسية" عنوان معركة، موضوع سجال وتراشق، ومادة نقمة وغضب منفلت وسخط معمم.
لا موقف من الهاشمية كمسألة عرقية والمشكلة معها حين تصير دينا وحكما وادعاء لإختيار وأحقية الهية واصطفائية متعالية كهنوتية
الحديث عن: الهاشمية السياسية يضعنا أمام تناقض صارخ يسقط كل مبررات الصراع.
فَأن تُمارس الهاشمية السياسة وفق الدستور والقواعد الديمقراطية المقررة فهذا حق لها بغض النظر عن العرق والسلالة هذا امر يتعلق بحقوق المواطنة وربطها عموما بالسياسة يجعل الموقف المضاد منها غير مفهوم ولا منطقي على الإطلاق وأن تكون سياسية فتلك مزية محسوبة لها لا عليها بالطبع وذلك بالنظر لما تعنيه الممارسة السياسية في مناخ تعددي حر وحياة ديمقراطية معقولة.
يعيدنا هذا الى موضوع الإسلام السياسي حيث تم تركيب هذا المصطلح كتحديد عدائي وحتى يكون هدفا واضحا في مرمى الضغينة وعواصف الإنكار واتذكر كلاما مبكرا للناقد والأديب المفكر السعودي الدكتور عبد الله الغذامي في احدى أطروحاته المبكرة يشير فيه الى الإسلام السياسي مستغربا أن يكون المأخذ على هذا التياركونه إسلاما سياسيا ويضيف مشكلتنا تكمن في ألا يكون سياسيا مشيرا الى تجارب ونماذج ملفتة من الإسلام السياسي في دول إسلامية باعثة على الاهتمام.
"الهاشمية السياسية" مصطلح غير دال على حقيقة الظاهرة المستهدفة والتي تشكل جوهر الصراع وموضوع الاشتباك الممتد وقصور المفهوم وعدم وضوح المصطلح يفضي بنا الى اختلال النظر والخطأ في التصور والتناول والاستنتاج والاندفاع في إطلاق الأحكام والتعميمات بدون اكتراث.
بناء الوعي يستوجب روح علمية صادقة حرة والتزام اخلاقي وتجرد من الأهواء والشرور.
من المهم تحرير القضايا الجوهرية من أسر الخفة والصبيانية والتعامل معها بعقل ومنطق وموضوعية وحساسية ومسؤولية وطنية وبروح تهدف الى معالجة الأدواء لا الى مكاثرتها وتحويلها الى جوائح طامة متبادلة.
الهاشمية السياسية توصيف شعبوي هجائي قاصر لا يميز خصما ولا خصومة، فلماذا لا تكون الهاشمية الكهنوتية او الهاشكهنو مثلا الا يبدو مصطلحا أكثر ملائمة؟
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
لا مشروعية تتأسس على الخرافة والموت!
غزة الاستثناء المقلق
حين يكون الحضور عين الغياب