قال موقع بريطاني، إن اتفاق الرياض الهش الذي توسطت فيه السعودية بين حكومة هادي والانتقالي الجنوبي الانفصالي "منح وهمًا زائفًا بالسلام"، مشيراً أنه "إلى جانب العنف الحوثي الأخير والقتال الحكومي الذي أعقبه في الشمال، يمكن لكل من أجندات أبو ظبي والفصائل الانفصالية تعطيل اتفاق الرياض وتجديد القتال في الجنوب.
وأضاف موقع «Byline Times» البريطاني -في تقرير له ترجمة "يمن شباب نت"- مطلع العام الحالي، أشار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث بأن اليمن دخل في حقبة غير مسبوقة من السلام وبقي "سالماً" إلى حد كبير من التوتر الإقليمي.
ومع ذلك، بعد يوم من ذلك، اندلع القتال عقب هجوم صاروخي على معسكر للجيش الحكومي في محافظة مأرب، مما أسفر عن مقتل أكثر من 120 جنديًا، لأمر الذي يمثل ـ بحسب التقريرـ مؤشرا متكرراً على فشل جهود السلام في معالجة الأسباب العميقة للنزاع اليمني.
وســرعان ما توسع العنف في أماكن أخرى، بما في ذلك خارج العاصمة صنعاء. واليــوم، عاودت القوات الحكومية التقدم في صنعاء، وأفاد سكان العاصمة أن الطائرات الحربية التابعة للتحالف قد جددت بعض العمليات في المدينة التي يسيطر عليها الحوثيون، في أعقاب التصعيد الأخير.
للمزيد إقرأ أيضاً...
تجدد المعارك في اليمن.. السيناريوهات المحتملة.. والتوجهات الأقليمية والدولية (تقرير خاص)
وحتى في محافظة الحديدة الساحلية الغربية، أدى العنف المستمر بين عبدربه منصور هادي المتحالف مع الحكومة والقوات الحوثية إلى قطع محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة المتعلقة باتفاق ستوكهولم في ديسمبر 2018، الذي يهدف إلى إنهاء القتال حول المدينة الساحلية الحيوية التي تتدفق عبرها معظم مساعدات اليمن.
وفي السياق.. ما تزال الحديدة تشهد عسكرة إلى حد كبير وتحيط بها أطراف متصارعة، بعد أن دعم التحالف هجومًا على الحديدة "لتحريرها" من سيطرة الحوثيين في يونيو 2018.
كما كثف الحوثيون أيضًا هجماتهم بطائرات بلا طيار والهجمات البرية ضد القوات الحكومية في صرواح وهيلان بمأرب. ووفقاً للموقع البريطاني "فإنه وبرغم تدخل التحالف بقيادة السعودية، يعزز الحوثيون من سيطرتهم على شمال اليمن".
ولفت التقرير: "أن الحوثيين أصبحوا أكثر عدوانية بعد اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق في يناير/ كانون الثاني ،الا أن التوترات الداخلية الطويلة الأمد عبر تاريخ الفصيل منذ تأسيسه في عام 1992، هي التي تقود ممارساتهم في اليمن".
من جانب آخر، بيّن التقرير بأن السعودية، وبعد انقلاب الانتقالي الجنوبي على حكومة هادي بعدن، توسطت في اتفاق الرياض بين الطرفين، لافتـاً بالقول بأن الرياض تهدف من وراء مثل هذه الخطوات لضمان سيطرة مرشحها المفضل على اليمن بالإضافة لتوحيد الحكومة والقوات الانفصالية ضد الحوثيين.
وتابع التقرير بالقول "بأنه وقبل كل شيء، ما زال المملكة العربية السعودية تسعى إلى تعزيز طموحاتها الجيوسياسية القائمة منذ زمن طويل بشأن اليمن، بالتزامن مع مساعيها لتهميش الحوثيين".
واعتبر بأنه ما حققه الحوثيون بالفعل من مكاسب طفيفة في المواجهات الأخيرة بالإضافة لإطلاقهم صواريخ على منشآت أرامكو السعودية، تزامناً مع محاولة ضرب أهداف جنوب السعودية، في نهاية يناير " كلها تعرض للخطر أي جهود للسلام مع الرياض". حيث ما تزال حكومة هادي تسعى لاستعادة السيطرة على الأراضي التي استولى عليها الحوثيون.
وفي الوقت نفسه، استمرت دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يرغب في دولة جنوبية مستقلة.
وقد أعرب مبعوثو الشأن اليمني، بمن فيهم مارتن غريفيث، وكذلك سفراء الاتحاد الأوروبي وشخصيات سياسية أخرى مثل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عن قلقهم إزاء النزاع ودعوا إلى وقف التصعيد.
وخلص التقرير بالقول بأنه ومرة أخرى بسبب الفشل في معالجة التوترات العميقة، والفشل في مساءلة الأطراف المتدخلة في الحرب، فإن السلام في اليمن "لا يزال بعيد المنال".
أخبار ذات صلة
الثلاثاء, 04 فبراير, 2020
واشنطن بوست: التصعيد الأخير في اليمن يضعف الحوار السعودي - الحوثي الذي كان بدأ بجدية (ترجمة)
الإثنين, 03 فبراير, 2020
باحثة أوروبية ترجح وقوف "الإمارات" وراء الهجوم الذي استهدف الحماية الرئاسية بمأرب (ترجمة خاصة)
الجمعة, 31 يناير, 2020
انتقد "غريفيث" والمجتمع الدولي.. معهد أمريكي: تصعيد الحوثيين الأخير وراءه ثلاثة أهداف خطيرة (ترجمة خاصة)