شخصية يمنية كتبت تعليقا على تطورات الأحداث في المسألة اليمنية: "على الرئيس عبدربه هادي أن يطلب تدخل المجتمع الدولي في حماية اليمن و مصالحها من التحالف..! ومن الانقلاب على حد سواء".
من هو المجتمع الدولي؟
جاء التحالف العربي بناءً على طلب الرئيس هادي نفسه بحسب تصريحات متكررة للرئيس.
لا توجد منظومة اخلاقية تعبر عنها مؤسسة دولية تتدخل وفقاً لمبادئ إنسانية وأخلاقية. فالمجتمع الدولي هو تعبير عن موازين القوة ومصالحها وليس حلف الفضول.
المجتمع الدولي حاضر في اليمن، والقوى الإقليمية، سواء التحالف بقيادة السعودية أم إيران. الولايات المتحدة وفرت غطاء دولي للتحالف العربي في عملياته ضد الانقلابيين، وروسيا وفرت غطاء دولي لإيران الراعية لانقلاب وكلائها المحليين في اليمن. فمن أين نأت بمجتمع دولي آخر؟
كل الرافضين للانقلاب رحبوا بعمليات التحالف في بداياتها وحتى فترة قريبة، ومن لم يرحب، اختار الصمت الذي يحمل ترحيب غير معلن، من خلال عدم اتخاذ موقف رافض للتحالف.
كيف سيتدخل المجتمع الدولي فيما لو استجاب الرئيس لمثل هذه المطالبات؟
إذا كانت هذه المطالبة تأتي عقب مقتل ثلاث نساء في موقع "العروس" بتعز، إثر ضربة جوية، فالحل إذاً وفقاً لهكذا مقاربة، هو تدخل الروس الذين قتلوا وجرحوا البارحة فقط أكثر من 300 امرأة وطفل بغارة جوية في "الأتارب" بسوريا، وفي مرحلة يسمونها "خفض التصعيد"..!
أم تدخل الولايات المتحدة التي قتلت أكثر من مليون عراقي، وقبل أيام قتلت أكثر من 200 طفل وامرأة في آخر غارة بالرقة في سوريا؟
كيف تغيب عنا أبسط البديهيات في التدخلات الدولية؟ والتي ترتكز على مصالح الدول المتدخلة، وليس بمبادئ حلف الفضول؟
الانقلاب أخذ الدولة اليمنية إلى الانهيار، وبات اليمن مصدراً للخطر المباشر على جيرانه، بتحوله إلى ساحة نفوذ خالصة لقوة إقليمية منافسة ومعادية للسعودية، كقوة إقليمية أخرى وجدت نفسها أمام خطر وجودي، ليس على مكانتها كقوة إقليمية فقط، بل صار الخطر على وجودها كدولة وطنية أيضاً.
هذه هي طبيعة الانقلابات. تقلب كل شيء وتجعل البلدان في حالة انكشاف تام، والخروج من هذه الحالة لا يبدأ بالمراهنة على العوامل الخارجية، كالمطالبة بتدخل المجتمع الدولي، وإنما عبر مسار تحشيد العوامل المحلية للسير نحو انهاء الانقلاب، ولا يمنع ذلك من استثمار تناقض المصالح الإقليمية والدولية، دون أن تتحول هذه الأخيرة إلى رهان حاسم ومتحكم.
اقراء أيضاً
فزع الحوثي من انتفاضة الشعب
إيران بحاجة للاتفاقية بقدر الحاجة السعودية لها
26 سبتمبر