الحوثي بلا أوراق محلية فاعلة، رغم شتات مكونات المقاومة وغياب الانسجام المطلوب بينها، كون جماعته العنصرية تجد نفسها ضعيفة ومعزولة وغريبة ومجردة من عناصر التفوق حينما تواجه حرب شعبية منظّمة وشاملة ذات أبعاد محلية خالصة.
يهرب الحوثة من هذه الحرب المحلية إلى ابتزاز السعودية ومحاولة دفعها للضغط على الحكومة الشرعية، على اعتبار أن السعودية تملك الكثير مما تخشى عليه، وهذا ما يعطي الأسلحة الصاروخية الحوثية تأثيراً تفتقده في حال استخدام هذا النوع ضد الداخل. أطلقت نحو 1500 صاروخا بالستياً تجاه مأرب، ولم يكن لها أي تأثير فاعل.
لا شيء يفزع الحوثة أكثر من أن يجدوا أنفسهم في مواجهة يقودها يمنيون يملكون إرادتها وقرارها، يعتقدونها حربهم، يرون مصيرهم مرتبط بها، وعلى استعداد دائم وفي أي ظرف لخوضها في الضعف والقوة، الهزيمة والانتصار.
يتولد لدى الحوثي شعور يشبه فقدان السيطرة على مصير المواجهة أمام مدينة كتعز أو قرية مثل قيفة رغم حرب الإبادة التي شنها فيها، إنها من نوع الحرب التي يعود أصحابها للمقاومة بعد الهزيمة، ومن النوع الذي يشكل إلهاماً للداخل، وما إن تتجدد تبدأ بالتوسع والتمدد، لا يؤجل توسعها وتمددها سوى انعدام التنظيم.
التنظيمات السياسية والاجتماعية القائمة لم تتخذ بعد قرار التحول إلى تنظيمات مقاومة مسلحة، ما يقيدها هو انخراطها واندماجها الكامل في السلطة ومؤسساتها المركزية وتحالفاتها الإقليمية والدولية، وبالتالي تسعى هي لتقييد المقاومة.
حتى في ظل ضعف التنظيم في المقاومة واندماج التنظيمات السياسية في السلطة وتأثيرها على المقاومة الشعبية، فإن اندلاع الحرب المحلية يفزع الحوثة، ويزداد الفزع مع اعتقادهم بوجود قابلية شعبية جاهزة للانفجار في مناطق سيطرتهم ما إن يقرر تنظيم محلي استثمارها.
- من صفحة الكاتب على فيسبوك والعنوان من اختيار المحرر
اقراء أيضاً
إيران بحاجة للاتفاقية بقدر الحاجة السعودية لها
26 سبتمبر
نساء غريفيث