ما الذي تبقى لنا من تحالف داعم حسب ما تأسس عليه؟
لا شيء، مجرد مصطلحات سياسية تتحدث عن تحرير وإيران وأوهام، بينما في الواقع نحن أمام حصار على كل المحاور.
نعيش أمام سباق للمجازر وسباق للحصارات، فهناك مجازر الطيران على أشدها وهنا مجازر الحوثيين على قدم وساق.
كان ينقصنا فقط إغلاق ما تبقى من المنافذ البرية والبحرية.
يقف التحالف اليوم أمام اختبار يضعه كأضعف ما يكون أمام جماعة كان الانتصار عليها في متناول اليد، وأصبحت اليوم أكثر خبرة في التماسك أولا، وثانيا في التغاضي عما يحصل لشعب كامل وعدم الاكتراث لكل هذه المآسي.
أن تعاقب الحوثي بحصار الشعب اليمني فأنت تمنحه قوة أكثر من ذي قبل، فهو في الأساس يتحدث بمنطق من ليس لديه شيء ليخسره...! أن تقتل الآلاف منه فهو لا يكترث لأنه سيتاجر بهم فقط ولا يحصي ما يخسر، لأنه لم يملكهم حتى يخسرهم...!
يوم وراء آخر كنا نعتقد أن التحالف سيكبر على صغائر الخلافات التي بين المكونات اليمنية وسيلمهم بقوته السياسية الداعمة لليمن في مواجهة المد الإيراني الحقيقي، لكن وصلنا إلى مرحلة المتاجرة بنا في المحافل الدولية فيما العقاب الذي ينال اليمنيين اليوم من التحالف أضعاف ما نناله من الحوثي.
ألم نكن معكم وساندناكم داخليا وخارجيا؟ لا أحد يستطيع نكران هذه المواقف، لأننا احتجناكم ومازلنا كذلك.
خنقتم اليمنيين المغتربين بقوانين مرهقة، وقلنا من حقكم وبلدكم؛ منعتم دخول ما تبقى من خضارنا وفاكهتنا، بينما منتجاتكم تتكدس في الأسواق وقلنا من حقكم حماية صحتكم؛ أوقفتم الطيران ورفضتم دخول المنافسة لتخفيف العبء على اليمنيين وقلنا إجراءات أمنية؛ فعلتم بنا ما يفعله المجنون برضيع مفقود ومازلنا نعتقد أنكم سندنا وقوتنا.
اليوم أنتم من يدير المنافذ، فهل تتهمون أنفسكم بالفساد وتمرير الصواريخ للحوثي؟!
من يمسك المطارات؟ ومن يدير الموانئ غير ميناء الحديدة؟ قوات التحالف.
من يفتش السفن القادمة إلى الحديدة؟ قوات التحالف والأمم المتحدة.
كان هناك منفذ الوديعة مع السعودية، واليوم تم إغلاقه، فهل هذا يعني أن الصواريخ قادمة من السعودية للحوثي...!!
هناك منفذ آخر هو منفذ شحن في المهرة مع سلطنة عمان ربما يكون عليه بعض علامات الاستفهام...!!
السؤال اليوم: ما ذنب المغترب اليمني المقيم قانونيا أن يُمنع من الدخول والخروج إلى المملكة؟ وما ذنب المسافرين الذين يعانون الأمرين للوصول إلى مطاري سيئون وعدن ليغادروا إلى العلاج أو قضاء مصالحهم؟
لا يوجد تفسير لكل هذه الأسئلة، فقط تفسير واحد، وهو: أن من يفكر بهذه الطريقة إنما يدفع الناس دفعا لأحد أقذر الخيارات، ولو حتى من باب المقارنة: من هو الأقل قساوة علينا، الحوثي أم التحالف؟!
اليوم أنتم تعالجون مشاكلكم بمشاكل أكبر؛ تصرون على أن تزرعوا الكراهية لكم في قلوب شعب أحب تدخلكم وكان ينقصه فقط أن يصلي لكم؛ ما لذي فعله حتى ترتكبوا كل هذه القساوة في حقه؟
لدينا ولديكم عدو واحد؛ فكيف وحدتم طريق العقاب علينا بينما دمعت أعيننا وقلوبنا بالشكر لكم لحمايتنا من قهره وبطشه؟
أغلق الحوثي تعز ذات يوم وأبقى لها معبر (الدحي) سيء الصيت، وأهان وقتل وعبث بكل بشاعة بدموع الناس هناك، واليوم جعلتم اليمن كله معبر (دحي) آخر لقهر أكبر عدد من البشر على خارطة تقولون إنكم حررتم 75% منها..!!
اقراء أيضاً
طفولتنا السبتمبرية
الحِنيّة البريطانية بين الحديدة ومأرب!
طارق.. قبعة أصغر من رأس تعز