خلال عامين من الحرب، فإن الأمهات هن الشيء الوحيد ربما الذي يستحق الذكر.
هنا أطراف تتقاتل بلا توقف منذ عامين وموظفون بلا رواتب منذ أشهر يكتب أشجعهم منشوراً في فيسبوك أو تغريده في تويتر، وهنا ناشطون وأدعياء للسلام والدين والوطنية و شعب ينزف ويجوع ويتشرد ، وفي المقابل هناك أمهات.
وما تقوم به أمهات المختطفين جدير بالفخر والذكر، هن ضوء في نفق البلاد المعتم ونشاط مدني لافت في ظل الحرب، بدأت قصتهن من خلال إنشاء رابطة لمتابعة أحوال أبنائهن المختطفين ، وأصبح للرابطة صفحة وهاشتاج في مواقع التواصل الاجتماعي ونشاط لافت على أرضع الواقع.
نفذت رابطة أمهات المختطفين عشرات الوقفات الاحتجاجية في صنعاء، أمام السجون ومؤسسات القضاء والأمن، تعرضن للاعتداءات اللفظية ولاعتداءات بأعقاب البنادق، لكن واجهن القمع بعزيمة لا تلين، ولم يستسلمن وتكررت وقفاتهن بلا كلل.
من أحدى البيانات نرى قلب الأم التي لا يهدأ لها بال ولا يغمض لها جفن وابنها في السجن ومخفي قسرياً، ففي 13 نوفمبر الماضي ومع دخول فصل الشتاء أصدرت رابطة أمهات المختطفين بيانا أدانت فيه منع سلطات الحوثيين و صالح إدخال ملابس الشتاء لذويهم في عدد من السجون في أمانة العاصمة صنعاء.
وقالت الرابطة "إن منع سلطات الحوثيين وصالح إدخال ملابس الشتاء التي تقي المختطفين شدة البرد القارس ما هي إلا حلقة في سلسلة الانتهاكات المستمرة التي تقوم بها هذه السلطات ضد المختطفين في سجونها، ودلالة واضحة لما وصل إليه انعدام الإنسانية وعدم الاكتراث بصحة وحياة المختطفين، وحملت الأمهات سلطات صنعاء المسلحة صحة أبناءها المختطفين وما قد يتعرضوا له جراء البرد الشديد.
واليوم 20 مارس وقبل يوم من عيد الأم ، نفذت رابطة أمهات المختطفين وقفة احتجاجية أمام مبنى الصليب الأحمر بصنعاء ، وأخرى أمام بوابة قصر المعاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن ، وأعلنت إن 160 من أبنائهن مخفيين بشكل قسري في سجون سلطات الحوثيين صالح، ولا يُعرف شيء عن أحوالهم، ولم تحصل أسرهم على فرصة لقاء واحدة بهم، وقالت الأمهات إنهن يعشن عيد الأم حزناً والمعاناة تتجدد، فالاختطافات مستمرة والانتهاكات في حق أبنائهن المختطفين والمخفيين قسرا تزداد يوماً بعد يوم.
من صنعاء إلى عدن تقدم أمهات المختطفين صورة مشرقة للكفاح المدني في زمن الحرب، وصورة مشرفة للمواطن اليمني وللمرأة اليمنية في واقع شعب مسلوب الإرادة.
هذه تحية لأمهات المختطفين في عيد الأم ، وكل عام وأنتن أكثر صبرا وشجاعة وقوة.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
الوديعة السعودية
إيرادات تعز
سبتمبر الثورة