الليلة هذه وليلة السادس والعشرين من سبتمبر ، الخط الفاصل بين ذاكرة شعب وذكرى جريمة، ترتب على السادس والعشرين من سبتمبر دنيا جديدة يمكن لأي يمني التواجد فيها بإنسانيته وانتمائه للأرض ، ترتب عليها خلال عقود هذا الحشد من أساتذة الجامعات والمكتبات والمثقفين ، فما الذي ترتب على جريمة الحادي والعشرين من سبتمبر غير هذا الحشد من المجرمين.
انتزعت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر قيد الإنسان وأخرجت المفكرين والأحرار والمغلوبين من السجون ، بينما أخرجت الجريمة في ذكراها الأولى مئات القتلة المحكومين بالإعدام من السجون ووضعت بدلا عنهم الآلاف من الأساتذة والناشطين والطلبة.
كانت ثورتنا دفاعا عن إنسانيتنا بلا ضغينة ، بينما اقترفوا جريمتهم ثأرا من آدمية البشر، ستتعرف اليمن لعيدها من ذاكرة الضوء وليس من تهويمات الظلام .
كنت لأخبركم كيف احتفظ التشيك والسلوفاك بذاكرتهم ولم تتمكن الدبابات من استبدال تاريخهم بقوة القذيفة.
تعرفون تلك الأسطر التي كتبتها لكم عن الفارق بين الحادي والعشرين والسادس والعشرين ، إنما كانت مقدمة تبسيطية فحسب ، حيث لا يقتصر الفارق في التاريخ اليمني الحديث على خمسة أيام تقومون بتقديمها هكذا لتسبقون ليلة الذكرى السيئة بالنسبة لكم على سبيل المحو.
عوضا عن انه تاريخ اليمن أربعة ألاف أو سبعة آلاف سنة من الدولة والمدرجات وتلك الحالة التي بين الإنسان والأرض وليس بينه وبين فتوى الولاية ، اليمن كانت قبل صفين والجمل بآلاف السنين ولن ندفع الفارق من هويتنا الآن.
بوسعكم ارتجال مناسبات او تكريس أيام تخصكم ، هذا ما تقومون به منذ البدء ، عملية فصل بين أيامكم الخاصة وأيام بلد مسكون بالأبدية.
اليوم الوطني ليس قرارا ، والتاريخ غير قابل للسطو ، بوسعكم التشبث بالبنك المركزي او التخلي عنه ، يمكنكم تحويل المرتبات إلى مسمى تأويلي وصرفها على فتوحاتكم ، يمكنكم الاستيلاء على المزيد من الأرصدة والمؤسسات والعتاد ، حتى انه يمكنكم هذه الأيام الاستحواذ على كل ورقة نقدية ، لكن الذاكرة تبقى عصية على النهب ، وأيام الشعب لا تقبل إعادة التسمية بقرار.
العطلة غدا لا تعني ان جريمتكم ثورة ودوام يوم السادس والعشرين من سبتمبر لن يحول بين قلب اليمني وجذل الاحتفال ،تملكون قيمة الألعاب النارية ولديكم ما يكفي من اضطرام الثأرية التاريخية ، احتفلوا جيدا ، نحن نعرف نهاية الحكاية.
* من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
السنوار بطل الوعي الجمعي
نحتاج قُضاة شُجعان
نبدو غرباء أكثر