هناك فرق بين مخادعة الذات والعيش في الأوهام، وبين التشبث بالأمل الصادق وكل ما من شأنه أن يبقي أرواحنا معافاة متماسكة ومعنوياتنا مرتفعة.
 
كنت دائما أقول: عندما يسقط المعنى تسقط المعنويات، ويعلو صوت المعاناة، ويصير السير محض ارهاق.
 
وفي صراع وجودي ومصيري، كالذي نخوضه؛ مالم يكن هناك معنً كبيرا لنضالنا ومقاومتنا وآلامنا وأوجاعنا وفقداناتنا..؛ سرعان ما سنعيّا ونخور، ويتآكلنا الوهن واليأس والإحباط، وسنفقد الثقة والعزم والإرادة والقدرة على الاستمرار.. وربما ذهبنا في التهاوي نحو أكثر الخيارات بؤسا ويأسا!.   
 
تستوجب المعركة أقصى حالات الاستنفار على كل المستويات، وتوفير الإمكانات والقدرات والكفاءات والخبرات، في الإدارة والقيادة، والتنظيم والتدريب والانضباط، والعمل وفق الشروط الضامنة للصمود والانتصار، والحامية من الانتكاسات والهزائم والخيبات. والثقة والتفاؤل والأمل تبدو بواعث دفع مكملة، تتضافر مع الأسباب الواقعية في مدِّنا بمزيد من القوة والجسارة والصلابة والتماسك..  
 
لا معنى للكلام حول المعنويات المرتفعة، في واقع أكثر ما تتوافر فيه شروط الانكسار.  
 
مهم مواجهة الحقائق والوقوف بصدق ازاء الاختلالات القاتلة التي تسبب الفشل والارتكاس. ومالم نفعل ذلك فالحديث عن المعنويات والآمال قد يبدو نوعا من الخيانة للذات، والمخاتلة للواقع، وتواطئا مستمرا على تمرير الأخطاء، وتبرير الخطايا، وصرفا للانتباه عن الذات؛ مساءلة وتبكيتا ولوما واتهاما.. والاستمرار في الانشغال بكل ما هو هامشي وثانوي، والتركيز على غير المهم والأساسي من متطلبات المعركة وضروراتها الأولية الملحة.