في لقاء صحفي مع الزميل كريم حسن، نُشر في "المصدر" قبل عامين، قالت زوجة عبد الله البردوني فتحية الجرافي: "الراحل لم يكن لديه سوى ديوانين مخطوطين، ولم يطبعا حتى اليوم. الأول 'رحلة من شاب قرناها'، والثاني 'العشق على مرافئ القمر'، وقد أخذتهما بعد رحيله من البيت وخبأتهما عند الحاج محمد الشاطبي، أحد أهم كتَبَة الأستاذ".
عبد الرحمن مراد لم يذكر ذلك في مقدمته، وربما زوجة البردوني لم تخبره، واكتفى بالقول: "احتفظ كاتب البردوني، محمد الشاطبي، بالديوانين بحوزته بعد أن شب الخلاف بين ورثة البردوني وظلا حبيسي الخلاف لعقدين ونيف من الزمان"
وفي رده على علي المقري ذكر مراد "أن الديوانين مثبتان في وثائق حصر الورثة، وأن مؤسسة العفيف تسلمتهما بعد الوفاة مباشرة، ولدى وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان نسخة منهما منذ 2005، سلمهما له كمال البرتاني، وهناك ماهو بحوزة الجيلاني والقعود..".
متاهة مربكة محيرة يضيع فيها الشاعر والشعر...!!
في لقائه مع ليلى الأطرش 1997؛ ذكر البردوني أنه صدر له 14 ديوانا، مشيرا الى "العشق في مرافئ القمر".
وفي حوار كنت أجريته معه لصحيفة الشاهد اللندنية، قبل وفاته بعام، قال لي البردوني: هناك ديوانان طبعا في قبرص هما "العشق في مرافئ القمر"، و"رحلة من شاب قرناها"، منوها باقتضاب الى أنهما "منعا حينها".
ومن قبل وفاته ظل الغموض يلف هذين الديوانين.. وتكاثرت روايات الغيبة وأحاديث الظهور. ونقلت عنه تأكيدات صريحة على صدورهما. وأخيرا يقال اليوم: تم العثور عليهما في حوزة ورثة الشاطبي مخطوطتين...!.
فهل كان البردوني يكذب بحديثه عن صدورهما، واعتبارهما ضمن اعماله المطبوعة، وإن قال بمنعهما؟ وهل كانت زوجته تكذب بقولها لم يكن لديه سوى مخطوطين...الخ كلامها الوارد في المستهل؟
وبعد وفاته هل كانت خلافات الورثة هي سبب الاختفاء فعلا؟ مع أن زوجته كما اشارت وضعتهما عند الشاطبي "أمانة" وكان من حقها أخذهما متى ما أرادت، فلماذا بقيا كل هذا الزمن لدى ورثة الشاطبي معية ابنه الأكبر خالد؟!
وهل كانت على علم بالمحتويات حافظة أو موثقة للقصائد بحيث تستطيع الجزم الآن أنها هي بدون زيادة أو نقصان؟
ثم مخطوطتا البرتاني من أين وصلتاه؟ وأين البردوني من هذا التنازع...؟ وكيف ننتزعه من حوزة أصحاب الحوزات؟
نحن ضد استغلاله، الإساءة اليه، واختيار ما يروق لهم ويوافق نزوعاتهم الصراعية..
نحن ضد كل محاولات تقزيمه وتأطيره واختزاله في عناوين مذهبية وطائفية عصبوية..
هذا اليمني الرحب والإنساني العظيم أكبر منكم ومن كل ما تحاولونه..
وللريبة بقية...
اقراء أيضاً
لا مشروعية تتأسس على الخرافة والموت!
غزة الاستثناء المقلق
حين يكون الحضور عين الغياب