"في عام 1821م، أرسل ماجيراشيل روتشيلد أبنائه الخمسة إلى خمس دول كبرى، وكانت مهمة الجميع هي السيطرة على الاقتصاد في كل تلك الدول، ذلك أنها أقوى بلدان العالم في النظم المالية، وكانت البدايات لكل منهم هو تأسيس شركة مالية، كل في بلدته، ثم يتم الربط بين كل الأفرع، بنظام يحقق للجميع منهم الربح، وخاصة أبناء الجاليات اليهودية في تلك الدول، إلى جانب وصية الأب بتزويج الأبناء من فتيات تنتمي لأسر يهودية ثرية، لضمان رؤوس المال، والحفاظ على الثروة من الضياع.."
عائلة "روتشيلد" الأن امبراطورية مالية معروفة تملك نصف أموال العالم وتقدم القروض للدول، متحكمة بسياساتها عبر نفوذ المال.
تجعلنا نتفهم حمى الاستيلاء على الأموال، التي تنتاب جماعة الحوثي، فالمال عصب السياسة والباب الأقوى للنفوذ والسيطرة، كما أنها الصورة الأنصع لتشابه السلالات العنصرية؛ فلا فرق بين السلالة الهاشمية واليهودية في فكرة الاصطفاء العنصرية وحق النفوذ والسلطة بأي وسيلة كانت..!!
يقترن المال بالسلطة، كما يقترن معشوقان لم يفترقا طوال تاريخ البشر.
يدرك الحوثيون أنهم جماعة غير صالحة للحكم بشكل مباشر. فالحكومات تصنع لخدمة الشعوب وليس لسرقتها بهذه الصورة الفجة وغير المسبوقة..!!
لذا تعمل هذه الجماعة كل ما في وسعها لجمع أكبر قدر من أموال اليمنيين، وأيضا الاستيلاء على المشاريع الكبرى واحتكار الاستثمارات المربحة.
لا غرابة أنهم يستميتون بكل طاقاتهم في إرسال اليمنيين لمحارق الحرب من أجل الوصول إلى ثروات مأرب من غاز وكهرباء ونفط. هذا التكالب يؤكد لنا أن هذه السلالة هدفها التمسك بالسلطة بأي وجه من الوجوه الثلاثة: إما عسكريا أو دينيا أو أقتصاديا.
فإذا تمت تسوية سياسية، تظل ممسكة بعصب المال الذي يتحكم في السياسة مستقبلا.
تتم الهيمنة على الشعوب إما دينيا وإما عسكريا وإما اقتصاديا، وهذا هو الاحتلال الناعم الذي يطوع العقبات برغبة الخصم نفسه. وكما يقال المال يشتري كل شيء؛ أو مقولة "الدين أفيون الشعوب".
والسلالة الهاشمية مارست كل أنواع السلطة والتسلط على اليمنيين منذ القدم؛ جربت الهيمنة الدينية الكهنوتية بكل خرافاتها، وجربت القوة العسكرية بانقلابها الأخير وتاريخها الدموي..
والآن نراها تنهب الأموال عبر الأتاوات، حتى من الفقراء، وتستولي على مفاصل الاقتصاد والتجارة والاستثمار، وشراء العقارات والأراضي، في سعي حثيث لإقامة امبراطورية مالية مستقبلا..
فالمال قوة، تطوع القوانين بما يناسب أصحاب النفوذ المالي، وتؤثر في صنع القرار السياسي، وقد تغير النظام بأكمله ليصعد سياسيون على حساب آخرين..!!
كل هذا، وقيادة الشرعية منشغلة بجمع فتات موائد الملوك والأمراء، تاركة الساحة للمتآمرين على تقاسم اليمن وثرواته..!؛ هذا إن لم تساعد على تمكين هذه الجماعة من الاستيلاء على مقدرات البلد كاملة..!!
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية