عاش اليمنيون خلال الأعوام السبعة الفائتة بين قصفين ليشغلهم قصف عن آخر.
 
لم يصل إلى إدراك الكثيرين أن القصف الآخر الذي تمارسه المليشيا الحوثية أشد مرارة وأبعد أثرا قد يستغرق فيه اليمنيون قرونا في الحرب فيما بينهم.
 
التدمير للعقلية اليمنية الذي استمر ألف ومائتي عام تناوله هذا الجيل بجرعة مضاعفة وجريئة دون غطاء التقية والخوف خلال سبع سنوات حرب.
 
الحوثي يقصف العقلية اليمنية بشكل مركز عبر التعليم منذ ٢٠١٥ تجلت آثاره المشوهة في استمرار رفد الجبهات بالمقاتلين وصنع جيش ما زال على مقاعد الدراسة يعد للقتال مستقبلا.
 
لم تعد الحرب تجريفا للعقلية اليمنية والتاريخ فقط بل تنشئة تقام على مهل ورؤية بحسب إرادة إيران في صنع جيوش تحميها وتحمي إمبراطوريتها القادمة.
 
في المقابل يقصف التحالف البنية التحتية لليمن منذ ٢٠١٥ وكأنها العدو الرئيسي في المعركة. نعم اليمن لم تكن دولة عظمى فيها الجسور والمصانع والمنشئات الضخمة لكن كان فيها طرق وجسور ينتفع بها الناس فيها مصانع للفول والبفك.
 
ضربت فيها مناطق ومباني أثرية نفخر بها كدلالة على حضارة اليمن ونحلم أن تكون مناطق سياحية لكن الطائرات ترصدتها قصدا. تكلفة إعمار الأماكن التي قصفت أضعاف الودائع والمساعدات التي قدمت من الدول الراعية للحرب.
 
سكوت التحالف والمملكة كواجهة للمسلمين السنة خلال هذه الفترة رغم مناشدات الاقلام لإنقاذ المدارس والتعليم من كمية الخرافات الدينية والغزو المركز لذهنية النشء في هذه المرحلة العمرية بالذات والذي يخلق لنا قنبلة طائفية في اليمن والمنطقة باسرها.
 
اليمن بين قصفين تقصف مارب وتعز من قبل الحوثي وتقصف صنعاء من قبل التحالف ويسقط الضحايا من الابرياء دائما ومن يسقطون في براثن الطائفية أكثر.
 
يقال أن لكل مجتهد نصيب!
وجماعة الحوثي تجتهد بشكل منقطع النظير؛ يد تدمر الوطن وأخرى تدمر المواطن.
 
تكثيف للبعثات الدراسية إلى إيران والعراق لإعداد قادة الغد وفريق يرأسه شقيق عبدالملك الحوثي لتلغيم عقول أبناء اليمنيين في برمجة مدروسة من خلال المناهج والنشاطات الدراسية؛ ليكون جيش الغد.
 
خلقوا رموزا ليؤمن بها أبناؤنا وليسوا سوى قتلة مأجورين في عملية شحن للعقول بفكرة القتال وليس السلام بفكرة الموت وليس الحياة بفكرة الدمار وليس البناء..
 
يدمرون اليمن بكل إخلاص !!
هذا الإخلاص الذي يفتقده التحالف في انقاذ اليمن وتفتقده الشرعية.