ولأن الحوثيين هم أنفسهم من يرفضون أي تسويات سلام لا تمكنهم من اليمن بأكملها، هناك رغبة دولية بانتهاء الحرب وحسم المعركة لصالح "شيعة الشوارع"..!
لن نقول: تخيل أن تجتاح المليشيا مأرب؛ وكيف سيكون مصير آلاف البشر الفارين اليها؛ وأي جرائم سترتكب هناك؟؛ أو: كيف سيكون وضع الاستثمارات التي شيدت بعيدا عن ممارسات الحوثيين في فرض الجبايات واللصوصية؟..
لن نتخيل قتامة المشهد؛ من تشريد المشردين؛ وقتل واعتقال وانتهاكات، ولصوصية تفوق الخيال..!
لن يكون ذلك؛ لأن مأرب لن تسقط، مهما خذلها الاشقاء، وتواطئ عليها تجار الحروب. معركتنا في مأرب مصير، ووجود للجمهورية ومن اختارها..
معركة عقيدة، مهما تغاضينا عن هذه الحقيقة؛ فمأرب جدار العالم الإسلامي في وجه المد الشيعي الإثنى عشري؛ مأرب جدارا في وجه الخرافات، والاباطيل، وتحريف الدين، وكتاب الله..؛ هذه حقيقة يتحاشى الاعتراف بها مدعيّ العلمانية والتحرر من الدين..
مأرب هي قدسنا التي لن نفرط بها، أو نسلمها لأذناب إيران.
أقلام كثيرة تذهب إلى فكرة الربط بين الحوثيين واليهود. وهذه ليست مبالغة، إذا أدركنا أن الحوثية فرقة من غلاة الشيعة، تحمل النظرة العنصرية، والتحريف للدين، واحتلال الأرض بأسم الحق الإلهي..!!
من يرى أن الاقتتال هو بين فصيلين يمنيين، واختلاف سياسي، فهو مخطئ. المقاومة هنا هي ضد عصابة خارجة على شرعية البلاد، تُسيّرها إيران بعقيدة باطلة، تسعي لفرض نظام حكم ينافي نظامنا الجمهوري، وحرية وكرامة اليمنيين..
مقاومتنا لهذه الشرذمة العنصرية، لا تختلف عن مقاومة الفلسطينيين المشروعة..
ولن نسعى، في هذه المقالة، لإثبات حقيقة أصبحت شاهدة للعيان؛ بأن هذه الجماعة تُكَفِّرْ كل من لا ينضوي تحت رايتها مؤمنا بالولاية وراضيا بتحريف العقيدة..!
معركتنا ينبغي ألا تكون معركة من أجل الحفاظ على مأرب؛ بل تكون معركة وجود ضد المد الإيراني، والاستيلاء على الدول واحدة بعد الأخرى..
ولنا قدوة بالمقاومة في فلسطين، التي امتدت عشرات السنين وجيلا بعد جيل. هكذا هو صراعنا ضد فكرة السلالة العنصرية، يمتد عبر عشرات ومئات السنين، دون أن يستتب الأمر لهم، أو تنضوي ثوراتنا المجيدة.
ستظل فكرة المقاومة هي مصير الشعوب المقهورة، التي خذلها من حولها، لتعلم أن الحرية والكرامة والأرض تُنتَزع بأيدي أبنائها فقط.
ستظل الأجيال ترفض الحوثية الإمامية العنصرية السلالية، والتشيع الباطل، حتى تُطَهّر اليمن منها ومن عنصريتها وظلمها.
وهذا نداء مأرب، حُقَّ له أن يُجاب من كل جمهوري حُرّ، وأن نساند الجيش الوطني في معركتنا المصيرية، ونحن على ثقة أن جيش الجمهورية لا ينقصه الرجال إنما القيادة المخلصة والسلاح والمال، وهذا هو الإسناد الحقيقي.
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية