حفلت مقابلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع قناة روتانا، بلغة سياسية ودية تجاه ميليشيا الحوثي، في حين أصبحت قضية إعادة الشرعية، التي كانت أبرز أهداف التدخل السعودي في اليمن، مسألة محكومة بطاولة تفاوض يلح الأمير على الحوثيين بالجلوس عليها، عارضا عليهم ”دعم اقتصادي، وكل ما يريدون“.
بن سلمان، الذي فشل في إدارة ملف حرب اليمن، من خلال منصبه كوزير للدفاع في الدولة التي تقود التحالف العسكري الداعم للشرعية في اليمن؛ هاهو- بعد قرابة ست سنوات من الحرب- لم يجد من خطاب يوجهه للحوثيين سوى دعوة مغلفة بأمنية لأن يحيوا النزعة اليمنية والعروبية، ليراعوا مصالحهم ومصالح اليمن.
مقابلة بن سلمان الأخيرة، كشفت بجلاء مدى اختلاف أهداف السعودية في اليمن، وتغيرها خلال ست سنوات من الحرب. فلم تعد أهداف المملكة هي نفسها التي أطلقتها عام 2015، ولم تعد مسألة إنهاء الانقلاب الحوثي تحتل الأولوية في حل الأزمة اليمنية، بقدر ما أصبح إيقاف الحرب وإشراك الحوثي في عملية سياسية هو مدار الحل في اليمن..!!
لم تعد السعودية تهتم كثيرا بالخطر العقائدي للحوثيين، ولا مانع لديها من أن يصبح الحوثيون ضمن قوام الجيش اليمني، وإن لم تعلن ذلك صراحة، المهم ألا يكونوا ميليشيا مسلحة تهدد حدودها..!! وعليه، يبقى من البديهي أن أية تسوية سياسية ستحوي ضمن بنودها دمج الحوثيين في مؤسسة الجيش والأمن، بحيث يصبح نشاطهم الإجرامي مستقبلا يحمل صبغة الدولة..!!
ربما لم يعد هناك هدفا يجمع الشعب اليمني بالمملكة، في ظل وجود تباين واضح في الأهداف، وإن حاولت الأبواق الإعلامية في البلدين، الربط بين تصريحات بن سلمان وحرصه على مصلحة اليمن، والتأكيد على وحدة المصير المشترك بين البلدين.
ما هو واضح الآن، هو أن أهداف التحالف التي أعلنها حين تأسيسه، قد تبخّرت وحلت محلها أهدافا أخرى، بفعل سياسات التحالف التي أدت دورا مهما في تهميش السلطة المعترف بها دوليا، وتقوية الطرف الانقلابي الذي استفاد كثيرا من هذه السياسات، حتى أنه أصبح اليوم طرفا تخطب السعودية وده، بعد أن كانت تراهن على القضاء عليه قبل سنوات!.
اقراء أيضاً
سطا الحوثيون على قريتي... فصرنا غرباء
الجريمة في ظل اللادولة
موسم الهجرة القسرية