أحدثت تصريحات رستم قاسمي مساعد قائد فيلق القدس الإيراني، عن دعم بلاده العسكري للحوثيين تفاعلا كبيرا، وصل إلى الخارجية الإيرانية التي سارعت لتكذيب تصريحات قاسمي، ليكذبها هو الآخر، ويجدد تأكيد ما قاله، أما يمنيا، فقد بدت التصريحات دليلا دامغا على التدخل الإيراني في اليمن، لكن السؤال البديهي الذي يجمع عليه كثيرون: هل يحتاج الدور الإيراني المدمّر في اليمن إلى دليل؟
إن الحديث عن التدخل الإيراني في اليمن في مرحلتنا الحالية، ليس ميدانا جديدا، بقدر ما هو تأكيدا على وقائع وحقائق طفت مبكرا على سطح العلاقة اليمنية الإيرانية، وكان يمكن توظيفها في حينه، لتسريع قطع الذراع الإيرانية، بدل إفساح المجال لها للوصول إلى صنعاء بداية، ثم الضرب في عمق الأراضي السعودية.
تبدو تصريحات قادة الحرس الثوري الإيراني خالية من الدبلوماسية الإيرانية المراوغة، وهي الأكثر صدقا في التعبير عن السياسة الخارجية الإيرانية، التي ترتكز على إرث الخميني ومشروعه في تصدير ”الثورة الإسلامية“، ولهذا لم يكن مستغربا أن تتسم هذه التصريحات بهذه الجرأة، التي تبدو للبعض ضربا من الوقاحة والصلافة.
قال قاسمي، إن بلاده دعمت الحوثيين بالخبراء العسكريين، وبالأسلحة التي طورها الخبراء أيضا، وهذه المعلومات لم تأت بجديد سوى أنها صدرت عن مسؤول إيراني يريد أن يذكّر الحوثيين بحجمهم الحقيقي، وينتظر منهم المزيد من الخطوات باتجاه أيرنة اليمن وتشييعها.
ما قاله قاسمي، يعرفه الحلفاء السعوديون الذين جلسوا في مائدة سرية ببغداد للتفاوض مع إيران، بشأن الملف اليمني، ويعرفه الغربيون الذين يقتربون من الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، وبالتالي لن يكون لهذا النوع من المعلومات أي تأثير في موقف السياسات الخارجية لدول لايهمها كثيرا الملف اليمني، إلا بقدر المصالح المتداخلة معه.
لقد ثرثرت كثيرا حول ما قاله قاسمي، واسترسلت في الحديث، لكن دعوني الآن أختصر ولا أطيل عليكم حول مالم يقله؛ مالم يقله قاسمي، في تصريحاته الأخيرة وربما لن يقوله مستقبلا، هو أن الدعم الإيراني للحوثيين، ما كان له أن يتم بصورته تلك، لولا الضوء الأخضر الأمريكي، والتواطؤ الخليجي.
اقراء أيضاً
سطا الحوثيون على قريتي... فصرنا غرباء
الجريمة في ظل اللادولة
موسم الهجرة القسرية