لقد تفوقت السلالة الهاشمية في إعداد الناشطات المؤهلات لخوض غمار التأثير في صناعة القرار الدولي. فبرعت ناشطاتهم بحشد الحقائق الزائفة، المبنية على المغالطات، من أجل دعم موقف الحوثيين في المحافل الدولية..
وأصبح الصوت الواضح لناشطات السلالة، ومقدرتهن على التأثير في أروقة الأمم المتحدة نقطة ضعف في جانب اليمنيين والشرعية، بصورة لا يستهان بها..!
التقارير التي ترفعها ناشطات المنظمات الحوثية، تلعب دورًا في إقناع الأمم المتحدة بمدى الضرر الإنساني الذي أحدثته الحرب والحصار ضد الانقلاب؛ وليس استيلاء الحوثيين على السلطة، وحربهم الإرهابية ضد اليمنيين، والتي قادت اليمن إلى ما هي عليه الآن..!
استغلت ناشطات السلالة الوضع الإنساني أسوأ استغلال، في غياب موازي لناشطات الشرعية، وتصدرت تقارير منظماتهم الواجهة للوضع الإنساني..!!
الحوثية، تستغل نساء السلالة، خارج اليمن، أفضل استغلال، كأدوات لتنفيذ أهدافهم في الظهور كجماعة عصرية تناقض ما هي عليه في الحقيقة من عنصرية..!!
المرأة، إعلاميا، أقوى حضورًا وأكثر تأثيرًا، وهذا ما أدركته هذه الجماعة، فجندت لها النساء.
في المقابل، يكتفى الشارع اليمني بالسخرية من سيقان الناشطات العارية، رغم مقدرتهنّ على تغطية وتمويه الحقائق الواضحة بحنكة ودراية!! حتى أننا لا ندري أيها أقوى أثرًا في قلب موازين الأمور بهذه الصورة: هل السيقان العارية، أم العقول المستترة ؟!!
تظل الناشطة اليمنية تقارع طواحين العادات والتقاليد، وتحتكرها قضايا المرأة، فيما تغيب عنها قضيتنا الأساسية، وهي: تجريم العنصرية الهاشمية الإرهابية..
ربما يعود ذلك، لكون الناشطات لم يصلنّ لبُغيتهنّ في المطالبات بحقوق المرأة الطبيعية، فكيف نأمل منهن المطالبة بحق الشعب في المحافل الدولية..؟
العائق هو مجتمع ما زالت فيه المرأة، التي تتصدر لقضايا الفكر أو السياسة، محط احتقار رجال القبيلة وتوصيفاتهم التي تنال منها..!!
موجة التهميش لدور المرأة هذا، أتى بعد أن حكمت اليمن نساء، لحقب تاريخية شهد بها القرآن والتاريخ، فكان رد المجتمع الذكوري، مدفوعا بإرث الإمامة الأسود، ردا مجحفا وظالما لرأي المرأة وأهمية كلامها وتهميش دورها..!!
تتعرض المرأة الناشطة للنقد والسخرية، وأحيانا التشويه والنظرة غير اللائقة..!!؛ هذه حقيقة مجتمعنا وإرث بيئتنا !!
المفارقة العجيبة؛ أن اليمن بلد حصلت فيه ناشطة على أعلى جائزة في هذا المجال، تقارع وحدها ساحات صنع الرأي، فيما تختفي الكثيرات، أو يُهاجَمنّ لسفورهنّ، أو أي أسباب شخصية، لا تقدم أو تؤخر في قضيتنا الكبرى، وهي: حربنا السياسية ضد الحوثية.
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية