كل جهود الأمم المتحدة إلى خلق هدنة حرب، ترمي إلى خلق حرب دائمة مستقبلا!..
بقاء هذا الوضع يجعل الشعب عالقا في معاناة لا تنتهي؛ في صورة أقرب إلى ترسيم حدود داخل اليمن..
القتال سيرجح كفة، في النهاية؛ ستكون- بجهودنا المتظافرة- هي كفة الجيش الوطني. فحتى نصر الحوثي في جولة ما، لا يعني استتباب الأمر له، فهذا الشعب قد خبر كثيرا إجرام الإمامة وفاشيتها، وسيظل يقاوم هذه الجماعة حتى يطهر أرض الوطن..
لكن فكرة الهدنة لا تعني إلا بقاء هذه الصورة مراوحة في جمود دون رجحان؛ وستُبقي على هذا الكيان العنصري ليستمد قوته من تراخي المقاومة، متيحا بذلك استباحة اليمن للأطماع والتدخلات الخارجية إلى ما نهاية..! ويُبقي اليمنيون يدًا ممدودة للمعونات والمساعدات الدولية، مقابل الأرواح التي تساق إلى جبهات القتال..!
أصبح من المعلوم، للمطلع على الوضع في اليمن؛ أن الهدنة دائما تمثل المخرج الوحيد للحوثي من أجل التقاط أنفاسه وتفادي هزيمة ماحقة تتربص به؛ وأن الأمم المتحدة تهب لنجدته كل مرة، بذات الفكرة، من أجل إطالة أمد الحرب بالكيفية التي ترغب بإدارتها، لتبقى اليمن نقطة مشتعلة، مثلها مثل سوريا والعراق..!!
كما أصبحنا ندرك أن الحوثيين عجزوا أخيرا عن تحشيد الناس إلى جبهات القتال، بعد رؤية الأعداد المهولة للقتلى الذين يفاخرون بمواكبهم..
مؤخرا، وفي مشهد مرعب؛ تنقل طائرة الأمم المتحدة عددا من الأطفال الصغار، كأسرى حرب وقعوا في أيدي الجيش الوطني، إلى ذويهم في صنعاء، دون تعليق حول أعمار كتيبة "البامبرز" هذه، وأي جُرم يرتكبه الحوثيون ضد الطفولة في اليمن..!!
لقد أصبحت الأمم المتحدة، في نظر الكثيرين، منظمة مشبوهة، تنظر بعين عوراء إلى كثير من القضايا؛ فهي المنظمة التي عملت جاهدة لرفع أسم الحوثيين من قائمة الإرهاب الدولي، فشكرها الحوثيون بمحرقة "هولوكوست" ضد المهاجرين الأثيوبيين في اليمن، لتغمض الأمم المتحدة عينيها، وأنفها كي لا تشم رائحة الشواء!!..
جريمة، لم يكن أحد يتخيل أن تمر هذا المرور الصامت، رغم فداحة البطش والإرهاب فيها، فقط لأن الجريمة لا ملابسات فيها، ولا مجهول ليتحملها؛ فالقتلة واضحون أحرقوا الأبرياء في قلب النهار دون خشية من أحد..!!
تاريخ الأمم المتحدة واضح، وقريب العهد، ويمكننا تقييم فكرة الهدنة التي تقدمها، كحل مؤقت جاهز ومعلب..! تلك الهدن التي تسببت في ضياع الأراضي الفلسطينية، كوضع فرضته إسرائيل على الدول العربية، ليصبح الوضع "المؤقت" وضعا "دائما"..! ولعل هذا ما تسعى إليه من استمرار اليمن كدولتين بحكومة واحدة لا قيمة لها..!!
اليمنيون هم من يقاتلون في الميادين، وهم من يقبلون أو يرفضون الهدنة والسلام..
السياسة تفسد كل شيء في حربنا هذه، وينبغي ترك هذا الشعب يقاتل عدوه القديم؛ فكل هدنة تحوله إلى مرض يصعب التعافي منه..!
هذه الجماعة الفاشية تُضحّي بالجميع من أجل "مشجر العائلة"، وهم يُضحّون بخدمهم ومعاونيهم وعبيدهم..، وسينقرضون لا محالة.
إن الألغام التي غرسوها تحت أقدام اليمنيين، تساوي عدد لعناتنا عليهم، صباحا ومساء.. ولا بد أن تقتلعهم يوما.
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية