أي شخصية يمنية تقع في مرمى نيران الإعلام السعودي - الإماراتي، لا يعني إلا أنها غصة في حلوقهم، رافضة بصمت لضغوطهم.
هذا الهجوم الشرس، يجعلنا نتفاءل أن الجنرال لن ينهي تاريخه، المشرف في الوقوف في صف ثورة فبراير، عاجزا عن الوقوف أمام إملاءات الرياض الاستعلائية.
إننا كشعب ندرك فداحة مصيبتنا في الشرعية، وندرك إلى أي حد أوصلوا البلد في تقاعسهم وتخاذلهم.
ولم تترك أقلام اليمنيين لقادة الشرعية لحظة سكون، أو راحة، من نقدها اللاذع ولعنها، مع كل فساد أو تنازل، لكننا كوطنيين لن نقبل أن تفرض الوصاية على عقولنا، وما نؤمن به، كما فرضت على بلدنا وخيراته.
أي قصور أو تقاعس،من قبل قادة اليمن، يحاكمهم اليمنيون في إعلامهم ليلا ونهارا.
ولا يحق لمملكة الغدر أن تشيطن قادتنا ورموزنا الوطنية في أي حال كان.
دائما هناك جهات محددة، إذا أطلقت أبواقها ضد شخصية في الساحة اليمنية، فإنهم يوفرون على الكثير تصنيف هذه الشخصية إذا خالجهم الشك نحوها يوما.
المضحك هو أن هذه الأصوات التي لها باع وتاريخ طويل في الكذب والتدليس بأخبارها وتحليلاتها، مدفوعة الأجر، تحصد نقيض ما تتمنى وما تبذل جهودها من أجله، فكل من تشيطنه هو شخص وطني بامتياز، وكل من تكيل له الثناء هو الخائن والعميل.
لا يختلف أثنان على أن الجنرال قائد جمهوري، مبغض للإمامة. ولعل هذه هي نكتته السوداء في صفحات المملكة، التي تبغض الجمهورية.
كما أن جريمة الجنرال، التي لن تغتفر، هي وقوفه مع شباب فبراير وحمايته لساحات الحرية.
هذه الوقفة، التي أغضبت شريحة من اليمنيين، وخلقت ثأرهم الكبير مع الجنرال الذي خذل زعيمهم ورفض إبادة شباب الثورة فكانوا في حمايته..
إن ما يؤخذ فعلا على نائب الرئيس هو أبوابه التي لا ترد أحدا، وهباته التي تمنح لبقايا النظام الحاقد عليه، وهؤلاء هم الذين يعضون كل يد تمتد لهم بخير وسلام.
هذا الثأر الأزلي في قلوبهم، والذي يجعل الجنرال شغلهم الشاغل في تشويه تاريخه، متناسين أنه ضمن منظومة دولة عفاش بكل فسادها ومآخذها.
كما أنه ضمن منظومة الشرعية، وتمارس عليه ذات الضغوط التي تمارس ضد قياداتها. ولا يعد سخط الرياض عليه، وتسليط إعلامها، ضده إلا سطرا ناصعا يضاف إلى سيرته، كقائد محنك دافع عن الجمهورية منذ 2004 وحتى الآن.
أصحاب الثأر، من فبراير، يقدمون رؤوس اليمنيين وقادتهم وأرضهم قربان لأحقادهم التي لا تنتهي..
وكأن اليمن أصبحت إقطاعية لدى المملكة، ومواطنيها رعايا تحت سلطتهم، حتى يتسابق بائعو الوطن في التقرب إليهم بقياداتها ورجالها وخيراتها.
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية