في بلد يقع تحت طائلة الحرب، والتقسيم، وتعدد الغزاة والطامعين؛ لا ندري: هل يحق لمواطنيه أن يطالبوا بمشاريع تنقذهم من كوارث الطبيعة، مع وجود كوارث الحكومات التي تحكم قبضتها على رقابهم؟!
منذ زمن الأجداد القدامى، والفيضانات والسيول تغرق مناطق كثيرة في اليمن؛ وقد صنع اليمني القديم، في مواجهتها، السدود والحواجز وقنوات الري، التي أهلتهم ليكونوا سادة الماء حين كانت الأنهار تجري في أرض الجنتين.
والآن؛ يعاود الغرق كثير من مناطق اليمن، في تغير مناخي يجعل من الأمطار كارثة تضرب أشد المناطق فقرا في البلاد..!!
فحتى النعم؛ دون ترشيد ومحافظة عليها، تصبح نقم تصب وبالها على رؤوس الناس..!
موسم الأمطار، الذي يذهب كل عام هباءً في محافظات الجمهورية، ويأخذ معه ممتلكات الناس وأرواحهم، فلا استفدنا منه ولا سلمنا أضراره..!!
لا أحد يدري: إلى متى تظل سيول اليمن تتلاشى في الصحراء والبحر والمدن، والبشر يعانون شحة في الماء؟!..
الى متى تغرق "تهامة"، و"سيئون"، كل عام، دون حلول أو استعداد لموسم المطر، بدلا من مناشدات الإنقاذ، التي لا تجد لها منقذا..!!
يحصد اليمن أعلى مراتب الشقاء، ويعد من أفقر الدول، حتى في نسبة الماء؛ فمخزون المياه الجوفية ينفد، لأسباب عديدة يمكن وضع الحلول الجذرية لها..!
لا أحد يصدق: أن هذا حال من كانوا سادة الماء في العالم؛ الذين لهم يُنسب ابتكار السدود، وحواجز الماء، وقنوات الري، وأدوات الزراعة والسقي..!!؛ اليمنيون القدماء، الذين نقلوا خبراتهم إلى العالم، عجز أبنائهم في العصر الحديث عن حلول تحجز المياه، عوضا عن تبديدها في السيول..!!
من المخجل والعجيب فعلا، أن تغمرنا الفيضانات كل عام، ونعاني نقصا حادا في المياه، في ذات الوقت..!!
أين مشاريع حجز السيول، وتنقية المياه، وتعزيز مخزون المياه الجوفية، من قبل حكومتين تتسابقان في الفساد والظلم؟!
أصبحت مأساة "تهامة" تتكرر كل عام، في مشاهد مأساوية ينفطر لها القلب، دون إيجاد حلول تلتزم بها إحدى الدولتين لرعاياها..!!
مشاهد الغرق في: "عدن"، "صنعاء"، و"إب"؛ تواكب الوضع القاتم، وتزيد من كارثية المشهد..!! لتستمر مناشدات الإنقاذ، من إيواء وغذاء، لنعود إلى نفس الوضع ننتظر كارثة عام مقبل..!!
لا ندري: هل هناك حلولا لمثل هذه الكوارث، التي تُدّمِر في طريقها ما تركته الحرب دون تدمير؟!..
وهل هناك من يهتم لحال اليمنيين، وما يكابدونه، حتى من المطر؟!
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية