نشكو كثيرا من مساوئ مواقع ومنصات التواصل؛ وأنها انحرفت كثيرا عما تخيلنا أنها صُنعت من أجله وهو: تعزيز التواصل البشري الإيجابي.
والحقيقة أنها تسير وفق ما جعلت له؛ وأن مساوئها لا شيء أمام ما تفعله من فضح لكثير من العقليات المشوهة حال انفعالها!.
ليس هذا فقط؛ هي تفضح هشاشة العقول التي تُحسن رص الكلمات في كتاباتها، ثم يقودها النقاش إلى أضيق الطرق!.
وهي المرتع الخصيب لعشاق الصدارة، وتوزيع علف الكهانة بكل خرافاتها وأساطيرها المضحكة في عصر المعلومة.
منصات التواصل دفعت لنا بكل الجمال والقبح؛ الغث والسمين، وكلا له جمهوره.
المتعبون فقط، من يحاولون انتقاء ذرات الذهب، والكلمة الصادقة، والخبر الأكيد، في سيل التفاهة المتدفق عبر الحواسيب والفضاء الحر.
هي تمثيل لقول سقراط: "تحدث حتى أراك"
فكثير من الوجوه والشخصيات تبدو كالأخشاب المسندة، تمثل نخبنا السياسية والثقافية والأدبية ويكون لرأيها وقعه؛ الرأي الذي غالبا ما يُملى عليها، وتمرره تلك الشخوص!.
فهم يحسنون انتقاء الأغبياء بجدارة، وكأنما لا يليق بالصدارة إلا فاجر أو غبي!!..
فكيف سنعبر إلى ضفة النصر الأخرى، ومثل هؤلاء على ظهورنا؟! جعلوا كل مناسبة وطنية، أو اجتماعية، أو حتى صحية، مناسبة مفتوحة لتبادل الشتائم والتهم، لتتشعب خلافاتنا بعيدا كثيرا عن الموضوع الرئيسي!!..
وننسى هدفنا وعدونا الأهم؛ ننسى أن ما يهدم الإنسان اليمني هو نفسه، وتفرقه، وتناحره!!
هل في جينات اليمني كروموسومات وراثية تعشق الانقسام والانفصام والتناحر والصميل الأخضر؟
وكيف لهذه النخب أن تكون أمينة على مستقبل الأجيال، وقد أفسدت الحاضر؟!
بما أننا وصلنا إلى القاع، في سوء الحال وضغينة النفوس، ولم تعد تجدي صيحات رأب الصدع وانقاذ المستقبل، وترك المناكفات والمتاجرة بقضية الوطن..
فإن ما ينقصنا هو: "كورونا".. ويأتي الله بقوم آخرين..
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية