الذين أفسدوا حاضرنا ولغموا مستقبلنا، يبذلون جهدهم لمحو الصفعة الناصعة الوحيدة على وجوههم: انطلاقة الجمهورية وانفجارها الذي أعاق امتداد طغيانهم وجهلهم.
التصريحات التي كانت، على استحياء، تتستر خلف طرح متواري، صارت هجوما كاسحًا ضد رجالات ثورة اليمن!
يملؤون مكتبات صنعاء بالمؤلفات التي تتحدث عن الأئمة كشخصيات عظيمة ذات بركة وتقوى ووطنية، ويكتبون لتزييف حقائق ثورتي اليمن! يمنعون دخول المؤلفات التي تتحدث عن اليمن الجمهوري وتعلي من شأن رجالاته!
يطعنون في وطنية الأبطال، ويُدلِّسون التاريخ على مسمع ومشهد من جيل شهد الأحداث القريبة! يكادون يُجهزون على الجمهورية داخل أسوار اليمن، ظنًا منهم أن التاريخ سيُعيد نفسه ليُحّوِل الأئمة وطنًا كاملا إلى محمية جاهلية!!
لكن هذه الخيالات من ضمن خرافاتهم الكثيرة..! فكل بطل من أبطال ثورتي: 4819 و 1962، علمٌ من أعلام الجمهورية، حق علينا أن نحتفي بذكراهم، وأن نُقيم لهم نصبا تذكارية أسوة بكثير من الدول التي تكرم أبطالها.
لكننا، عوضا عن ذلك، صرنا نحّوِل كل مناسبة وطنية، وحتى إجتماعية، إلى احتفاء عظيم لتبادل الشتائم والتهم! دائما تنحرف سهامنا إلى صدورنا، فيما يخص معركتنا مع الحوثيين!
لا وقت لدينا؛ لنشعر بالدهشة من تعّري البعض من جمهوريتهم أو وطنيتهم؛ أو لنتبادل التبكيت.
ليندهش أولئك الذين يظنون أن للثعلب دينا؛ أو أن للحوثيين بالنبي نسبا!؛ تتكشف الأيام عن رجال تجمهروا خوفا وطمعا؛ وأعلنوا تبرؤهم من نجاسة الإمامة حينا.
وظلوا ينخرون في جسد الجمهورية كالسوس، فلما أسقطوها معتلة مريضة، أعلنوها صريحة: أن الثورة الخالدة كانت انقلابا، وأن ثوار اليمن ورموزها كانوا مجرمين وقتلة مأجورين!!
ليس مهما البحث عن جلد الشاة التي كان يرتديها أي إمامي يتستر بالجمهورية؛ لا يهم إن كان مؤتمريا أو إصلاحيا أو حتى يساريا..!!
لا يهم، لأنهم عاملوا كل الأطراف ذات المعاملة، والوقوف أمام هذه الجزئية تزيد في فجوة الشقاق في الصف الجمهوري.
يجب أن نتغافل عن الكثير من أجل الأهم، وهو: نصرة رموزنا وأحرارنا الجمهوريين، الذين ناوئوا الظلم وتصدوا له، مُضَحيّن بأرواحهم.
حقّ علينا تخليد أسمائهم، والسير على خطاهم في رفض الإمامة، التي تتجلى في أقبح مراحلها، وآخرها. فالزمن قد تغير وعقلية اليمني قد رأت النور.
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية