لا أحتمل أولئك الذين يقولون اللهم أجعلني مظلوما لا ظالما ..
لماذا تقبل الظلم على نفسك أساسا؟! قبولك بالظلم هو صنعك لهذا الظالم ..
لماذا توطن لظلمك بهذا القبول، وتسمح لشخص ما، أو نظام ما، أو عرف ما، أن يقهرك ويظلمك ما دمت على حق؟!
مطلوب منك فحسب ألا تقبل مطلقا أن تكون مظلوما، بذات القدر الذي تخاف أن تكون فيه ظالما.
اقض كل حياتك ثائرا ضد الظلم، لكن لا ترضخ له ولو همسا بالقبول. لا تخش كل الانكسارات التي تواجهك وأنت تنزع حقك من عيون الظالمين، وإن فقدت حياتك فهي الحياة التي لا تستحق أن تحياها مقهورا مظلوما.
لا تترك لأحد سبيلا أن يظلمك، أو حتى يستغل مشاعرك لإشباع ذاته على حساب روحك.
ما يحدث من تضييق الخناق على الناس في معيشتهم يستدعي الغضب والثورة. الغضب على كل شيء وكل جهة.
آخر ابتكارات المليشيا لتدمير هوية الجمهورية اليمنية، هي قضية العملة ومنع التداول بها، تمهيدا لطرح عملة لدولتهم التي غرسوها فوق جماجم اليمنيين.
ما كل هذا الصبر على ميليشيا طاغية، والتعويل على شرعية فاشلة فاسدة ..؟!!
حكايات إهدار الكرامة، في مسألة العملة، أقرب للهزلية منها للجدية. وكل هذا والشعب يبتلعها بصمت عجيب..!!
عملية إذلال ممنهجة، وتكسير ركب، وتحقير لم يسبق أن ارتكب في حق شعب!!
لا أحد يحتج أو يعترض حين يعود خالي الوفاض إلى عائلته لأنه لم يتمكن من شراء قوتهم بالعملة الجديدة! لا أحد يحتج لفارق بيع العملة الجديدة بالقديمة، وتكبد الخسائر بسبب القرارات المزاجية..!!
حتى الأطفال في مدارسهم؛ تواجههم صدمة أن الريالات القليلة في أيديهم لم تعد سارية المفعول لشراء سندويتش يقيهم برد الجوع!!..
لماذا سمحوا بانتشارها بداية، كي يمنعوها لاحقا؟ إلا من أجل إلحاق المذلة والخسارة إلى كل بيت..!! والتفنن في استحداث أساليب سرقة لم تخطر على بال الناس..!!
لماذا لا ينتفض الشعب غاضبا، رغم كل القهر الحاصل؟! هذا السر تعرفه الثورات الفاشلة، التي حطمت همة الأحرار وأرضختهم بالمبادرات القهرية!
لا خلاص إلا من قبل هذا الشعب المقهور، المغلوب، ولن تأتي أية حلول من خارج معاناته..!
لن يغير هذه المعاناة إلا من يشعر بمرارتها، وليس قاطني الفنادق..!
الشعوب هي من تصنع قرارها؛ وتصنع نخبها المجمع على صلاحها، بعد انتهاء صلاحية نخب فسدت بالمال والمصالح الشخصية.
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية