حرب اليمني، التي يشنها ضد أخيه اليمني، ليست في الجبهات مدفوعة الأجر فقط..
اليمني يستبيح أخيه، غالب الوقت، بكل الرضا ومنتهى الضمير، تحت مسميات التجارة شطارة، وحق العرض والطلب.. ومن هذا القبيل..
هذا ما يحدث داخل اليمن، وما ألفناه جميعا؛ أن توجد قلة رأسمالية تسلط مصالحها على رقاب الناس في ابتزاز مشروع، يتمثل: برفع الأسعار كمشاركة وطنية من قبلهم للحكومات الفاسدة بتضييق الخناق على الناس..!!
وللأسف هذا ما يحدث أيضا خارج اليمن: ابتزاز عجيب لليمنيين من قبل يمنيين آخرين في تأجير المساكن، وفي أسعار المطاعم، وبعض الخدمات والمعاملات، وقيمة السلع اليمنية التي اعتاد عليها اليمنيون..!!
وجود ممارسات عكست صورة مزيفة عن اليمنيين كافة، وأوحت للشعوب التي تستضيفهم بصورة مغايرة عن وضعهم العام..
في مصر- على سبيل المثال: اليمني هو من يبيح أخيه اليمني للابتزاز في السكن والمعاملة..!!
وجود قلة من اليمنيين، وغالبيتهم من مسؤولي الدولة أو أغنياء التجار والمغتربين، يقومون بشراء أبراج سكنية أو سلسلة من الشقق، يفرشونها ويؤجرونها ليمنيين آخرين بأسعار مرتفعة جدا، قياسا لما يتم الاتفاق عليه مع المؤجر المصري..!!
تقول (ج)- وهي وافدة للعلاج- أنها ترددت على القاهرة لسنوات كثيرة، لكن ارتفاع أسعار السكن بلغ مداه بسبب اليمنيين أنفسهم! ليس بسبب ازدياد الوافدين؛ بل بسبب استثمار البعض لهذه الزيادة، وأنهم هم من نقل عدوى غلاء السكن للمصريين بطمعهم وجشعهم المعتاد..!!
وتضيف: أن موجة ارتفاع أسعار السكن لم تظهر إلا حين بدأ اليمنيون في استثمار تأجير الشقق بمصر، في استغلال واضح لليمنيين الوافدين للعلاج أو النزوح بسبب الأوضاع..!!
وتستنكر ذلك، موضحة: أن ليس كل من ترك بلاده قادرا على تحمل تكاليف الشقق المفروشة غالية السعر، وأن الكثير يعاني- في فترة إقامته- من ابتزاز اليمنيين أنفسهم لبعضهم..!!
صورة أخرى تؤخذ عن اليمنيين في إقامة مناسبات الأعراس والولائم الباذخة، التي يقيمها المسؤولون اليمنيون والمغتربون، تثير دهشة أصحاب البلد المضيف، وتعطي فكرة خاطئة عن حجم الرخاء الذي يعيشه اليمني. وعليه يعامل جميع اليمنيين كسواح باذخي الثراء، وليس كنازحي حرب ومرضى..!!
وهناك ولائم زفاف لبعض أبناء المسؤولين، ما زالت حديث الساعة في بذخها والاسراف فيها..!!
طبعا لن يوجد وضع يقيد حرية الأشخاص في الانفاق، كلا بحسب سعته، ولكن ما يعول عليه أنه قد توجد ضمائر حية تحاسب أصحابها على ما يبدر منهم من أفعال تنعكس على الجالية اليمنية كلها.
الفكرة الحاضرة هي: فكرة الترزق بأي وسيلة على حساب الآخرين. ولعلها مشكلة اليمنيين الأزلية..!!
والفكرة الغائبة هي: التراحم والمساندة بين اليمنيين أنفسهم. حيث لا تلاحم ولا رحمة إنما أثرة وترزق..!!
وصدق الذي قال: "تفرقت أيدي سبأ".. ولا أظنها تجتمع إلا لتخنق بعضها.
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية