إذا كان حليفك فاجرا فستنسى أن تبكي من عدوك الأكثر فجورا.
أما إذا كان من يمثلك هي شرعية لخليط من الانتهازيين والمرتزقة، فسيعلوا بكائك من هذه الشرعية التي غدرت بآمالك وتوقعاتك.
ويكفي أن تظهر مناطق الشرعية بكل هذا الخراب والأقتتال، وأن تستمر دولة الشرعية بشراء الفلل والبيوت، وتوظيف الأهل والأقارب والمنتمين حزبيا لأحزاب الشرعية على حساب المعدمين من الموظفين والعاطلين عن العمل.
الشارع اليمني يغلي في نقد مكبوت، ليس من بطش المليشيا وجرائمها الكبرى في حق الوطن والمواطنين؛ بل في حق هذه الشرعية التي صارت عنوان للارتزاق والنكوص واهمال الحقوق إن لم يكن سلبها.
صار الكثير يجزم أن سبب تأخر الحسم، بعملية سلام أو حرب، ليس سوى رغبة الشرعية في إطالة الحرب، بعد أن صارت بابا لرزق لصوص حول الشرعية.
كل من لحق بركب هذه العروس التي زفت إلى فنادق الرياض، ناله من الحظوظ الكثير، فصاروا ممن يطبلون لمواكب الكذب على اليمنيين ويسترزقون بأسم عذاباتهم ومعاناتهم.
مسؤولو الشرعية، من سفراء ووزراء ووكلاء ومستشارين، جوقة كبيرة من الفاسدين الذين تمثلت وظيفتهم في إهانة المواطن خارج الوطن، في حين تتكفل جماعة الحوثي بإهانته في داخل الوطن.
ما تفعله السفارات باليمنيين خارج اليمن شاهد على أهمية وجود السفراء لإذلال اليمني، فلا يجد له منفذا حتى خارج بلده.
بل أن المسؤولين خاصتنا أسوأ واجهة لليمنيين بممارسات البذخ والرفاهية التي أعطت صورة سيئة لليمنيين في دول يقطنونها، جعلت تلك البلدان يرون في اليمني مثال المرتزق الذي يتاجر بوطنه.
من أين سيفكر هؤلاء بهذا الوطن، وقد صنعوا لأنفسهم حياة رغيدة خارجه..؟! إنه بنظرهم سفينة غارقة هم الناجون الأهم فيها، وقد اصطفاهم حظهم في ذلك..!!
إنها فكرة الاصطفاء أيضا، لكن على وجه آخر؛ فهذه النخبة المختارة للنجاة نفعتها الوصولية الحزبية في المحاصصة على ظهور البؤساء.
وصار أبشع كوابيس هذه النخبة هو انتهاء الحرب، وليس بقاؤها. فكلما استمرت الحرب استمرت المرتبات بالعملة الصعبة، وصارت الحياة أسهل وأكثر يسرا لهم.
بل سبق واشتهرت مقولة أتفه موظف في قناة إعلامية أعرب عن قلقه بكل صراحة حول انتهاء الحرب: كيف سيعود إلى اليمن لراتب بعملة اليمن قد يأتي وقد لا يأتي؟!
وكأنما لا تكفي معاناة اليمني داخل الوطن، حتى يبتليه الله بهذه النخبة السياسية الفاسدة الضمير، حتى تمثله في قرارات المصير التي تسير إلى الأسوأ بسعيهم..!!
لا خير في نخب مدت يدها لتحالف الفجور، واستلمت ثمن سكوتها وصمتها..! لا خير في أحزاب كل همها توطين كوادرها في وظائف الدولة وتحسين وضع قياداتها..!
لا خير في كل هذه الوجوه التي تطالعنا منفوخة من أكل السحت على موائد قتلة اليمنيين..!
فكل هؤلاء باعوا واستلموا وصرفوا للشعب شعارات خادعة لا تختلف عن شعارات جماعة الحوثي..
هذا الشعب، الذي يطحنه الفقر والحرب في الداخل والخارج، لا منجاة له إلا بنبذ هذه النخب الفاسدة، فكل شر بالوطن هم أسبابها أحزابا وقيادات.
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية