لا تغركم هذه الحشود التي خرجت في عاشوراء تنوح على كربلاء، فثلاثة أرباع من خرجوا من اليمنيين يعتقدون أن كربلاء هي ممثلة سينمائية تشبه كارينا كابور.
التحشيد والهتافات في المناسبات، أثبتا بطلان مصداقيتهما بالنسبة لنا كيمنيين. وهذا لا ينفي الجهود الجبارة للحوثيين في تعبيد أرضية حاضنة لفكر الشيعة الدخيل، وأنه يجد له صدى في العقول الفارغة المرتبطة بخرافات الدين والعواطف البشرية؛ لكنه في ذات الوقت يوطن العبودية المطلقة للهاشميين، وهذا ما تأباه نفس القبيلي قبل المتعلم.
بالإضافة إلى أن اليمني أشتهر بمجاراته للتيار بحسب مقدرته الحالية، وأن عقله يرصد شيئا، والفعل الصادر منه شيء آخر..!!
هو يرى ويسمع ما يدور حوله؛ يرى إلى أي وضع وصل حاله بسبب هذه السلالة الشيطانية.. لكنه كامنّ كالمارد الذي يتحين يقظته ووحدة كلمته تحت قيادة صلبة.
زميلة الدراسة، التي كانت أحدى المتفائلات بالقوة الصاعدة- كما أطلق عليهم حينها- كانت بعيدة عن النخبة المثقفة. فقد كانت من البسطاء الذين يرفعون شعار: هل أنا إلا من غزيّة إن غوت غويت، وإن ترشد غزيّة أرشد.
أصبحت بعد خمس سنوات تدرك أن الشعارات مجرد فخ لنكبة كبرى، وتستميت في كشف هذه العصابة لمن استطاعت إليه سبيلا..
قالت لي، بثقة سيدة مجتمع تفهم ببواطن الأمور: لا تصدقي أن أحد يريدهم؛ الشعب يكرههم وينتظر يوم الخلاص؛ لهذا تحالفنا مع الشقيقة الكبرى وهي أسوأ منهم..
الشعب الذي خرج ليسد عين الشمس في احتفائيات الصمود، كان يلعنكم، ولا يعترف بوجودكم إلا عصابة بطش وقهر..
ولولا كراهية هذا الشعب لسياسة المملكة، لما وجدتم من يقف معكم في أي صف..!!
لا تظنوا أن ما ينقصكم هو مباركة العالم الخارجي، فالقدر يفور تحت أرجلكم.
بعيدا عن تقبل اليمنيين لحكم الإمامة، يسعى الحوثيون لاعتراف دولي، ضاربين بحقوق هذا الشعب وإرادته عرض الحائط؛ كأنما هو شعب ورثوه عن أجدادهم، أو نصيب مفروض لهم بقسمة دولية.
المحاولات المستميتة للحصول على تأييد دولي يعترف بهذه البثرة المتقيحة المسماة أنصار الله، أثمرت أخيرا لقاءات سرية مع راعية الدمار في العالم ..
"الموت لأمريكا"، تحول فعلا إلى الموز لأمريكا، دون سخرية أو محاكاة لفظية ..
ولا شعور بالعار لزيف شعاراتهم، بل فرحة غامرة باعتراف امريكا الضمني بوجود هذا الخراج على خارطة اليمن، والذي سيقود إلى تمكين اقوى لسلطتهم المفروضة بقوة الترهيب.
تتناسى جماعة المشعوذين أن هذا الشعب لا يعترف بهم أصلا وبعقيدتهم، مهما رضخ تحت سلطة الإرهاب التي يمارسونها..
لن يعترف بدولتكم آلاف الموظفين دون مرتبات، يا لصوص البنوك والبسطات ..
لن نعترف بالدولة التي حولتموها إلى رصيف تسول ومعونات إغاثة.. لن نعترف بكم سوى عصابة سرقة وجباية واختطاف وقتل..
تسعون لاعتراف دولي دون مقومات الدولة من سيادة وشعب، وحتى أرض، لأنكم عصابة سحت وسرقة فقط..
فالسيادة مرتهنة لطهران، والشعب يهلك جوعا وفي الجبهات، ونصف اليمن تحت احتلال الأشقاء الذين قدموا لتسهيل المهمة. فتقسيم اليمن أول خطوة للاعتراف بالحوثية.
وهذا الاعتراف لا يعني سوى نقض فكرة الحفاظ على اليمن موحدا.
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية