هل حانت معركة بناء تعز؟
لا يمكن أن نلقى جوابا غير: نعم حان الوقت فعلا.
يعتبر قطاع الأعمال في تعز هو الأكبر في البلاد، وفي مقابل هذا تعتبر تعز هي أكثر محافظة دفعت ثمن هذه الحرب اللعينة، ونالها من الدمار في البنية والإنسان أكثر من أي محافظة أيضا.
إذن حان الدور لبدء التفكير في المستقبل، فالحرب لن تستمر حتى نهاية الدهر، بل سنستفيق غدا على مدينة لانستطيع اللحاق بلملمة أشلائها.
لاينكر أحد الدور الحيوي لرجال الأعمال في إنشاء أهم مداميك التنمية في المحافظة، والذي سبق أدوار الدولة بأشواط كبيرة، واليوم أيضا يجب التفكير بطريقة مختلفة لإحياء مادمر في هذه المحافظة.
اليوم بات التفكير بطريقة الجمعيات الخيرية غير مجدٍ في مثل ظرف عصيب كهذا الذي تمر به المدينة حاليا، ووجب البدء بالتفكير بعقلية توازي حجم الخراب.
إنها مسؤولية تجاه المجتمع تقع على عاتق رجال الأعمال خصوصا أنهم يملكون عقليات البناء أولا، ثم الإمكانات.
سيقول قائل إن الوقت مازال مبكرا، لكن الواقع الحديث يقول إن التفكير في البناء يساهم في الوصول إلى مرحلة التنفيذ.
يتطلب الواقع اليوم إنشاء تحالف بين رجال أعمال تعز وتاسيس كيان تنموي يلم شتات الأعمال المتفرقة مع خطة مزمنة وموزعة على القطاعات الأكثر تضررا، ولا يمنع أن يكون جزء من ذلك البناء عملا استثماريا يحمل طابعا تنمويا يعيد الأمل والحياة لهذه المحافظة المنكوبة.
انتظار مؤتمرات إعادة الإعمار دوليا سيقضي على ماتبقى من بنية موجودة، لهذا فإن المسؤولية الأخلاقية تحتم على قادة اقتصاد تعز أن يبدأوا من الآن ولو بالترتيب للأدبيات حتى الوصول إلى مؤتمر اقتصادي شامل لإعادة إعمار المحافظة.
مثل هذه الخطوة من شأنها لفت نظر الأصدقاء إلى استعداد أبناء المدينة لتجاوز آثار الحرب والبدء بطريق يؤسس لسلام إجباري وليس مجرد اختيار، فطريق البناء هو المواجه العملي لتجاوز مرحلة الحرب.
روح المبادرة التي تحلى بها مدرس فتح منزله ليعيد أبناء الحي الذي يسكنه إلى مقاعد الدراسة كافٍ ليمنحكم الشعور بالمسؤولية حيال محافظتكم.
الحروب تدمر المدن، لكنها تبقي البشر مهما قتلت منهم، ومهما قتلت روح الأمل، إلا أن وجودكم وحضوركم في الحياة العامة في محافظتكم منذ بدء الجمهورية هو الذي يجعل الأمل قائما بأن المدن يحييها أبناء جلدتها.
لستم مسيسين، وهذا سيجعل الجميع يلتفون حولكم، لأنكم آخر حصون الأمل الذي بقيت بعيدة عن كل هذا الخراب، وقد حان الوقت للتفكير في المستقبل.
أنتم من سيجبر الحكومة بقيادتها الجديدة والتي تأمل مساندتكم لها، وكذلك الدول الداعمة على الالتفات لحال المدينة، وهو أيضا ماسيجبر الأطراف المتنازعة في المدينة على النظر بطريقة مختلفة، لأن الجميع سيلتف حولكم، ولأن الجميع سيصبح في مواجهة المعرقلين.
أنتم الأكثر سلطة اليوم، ولديكم مايمكن أن تقوموا به، والجهود المشتتة حاليا لن تؤتي أُكلها، فتوحيد الجهود هو ماسيقدم البديل الذي يعيد الأمل لكل البلاد وليس فقط للمحافظة.
اقراء أيضاً
طفولتنا السبتمبرية
الحِنيّة البريطانية بين الحديدة ومأرب!
طارق.. قبعة أصغر من رأس تعز