سوق العمل السياسي المخيب لآمال الشعب لم ينطفئ، فمازال هناك من يحاول جاهدا أن يجد حلا لمأساتنا اليمنية بتوحيد الصفوف التي تشرذمت خلف المصالح والعداوات.
من هذا المنطلق يطل علينا "تيار يمنيون"، ليبعث الأمل في نفس المواطن اليائس من جمود الساسة والسياسة.
"تيار يمنيون"؛ فكرة تيار جمعي يطلقه عدد من المثقفين اليمنيين، ويقدمون من خلاله مبادرة كحل يكفل أن يخرجنا من أزمة التشظي هذه.
وبعيدا عن نظرية فشل الاحزاب وصراعاتها البينية، يأتي "تيار يمنيون" ليطرح نفسه هوية جامعة لكل اليمنيين، ترتكز على مبادئ أربعة هي: (الهوية – الأمة – الدولة – الوطن). هذه المبادئ هي خلاصة نضال اليمنيون منذ الأزل.
المبادئ ذاتها، التي خانها الساسة هذه الأيام، فضاعت الهوية وتلاشت الدولة وتعرض الوطن لأشد هجمات التمزق الداخلي والخارجي.
يؤكد التيار، في مستهل كلمته بمناسبة عيد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، على: "أن الإخفاقات المتتالية للعملية السياسية في اليمن، باتت تشكل هماً إضافياً لدى جماهير الشعب اليمني وقواه الحية، فوق هم الانقلاب واستعادة الدولة، وها نحن اليوم بصدد دعوة اليمنيين إلى لمّ شملهم وتوحيد قواهم على مختلف مشاربهم لإنهاء فوضى الانقلاب في صنعاء ومحاولات تمزيق البلد من بعض القوى الانتهازية في المحافظات الجنوبية، واستعادة الدولة وبناء مؤسساتها. ولذا سنكون واضحين ومتخففيّن من حمولات الماضي، راجين أن نقدم رؤى واضحة للحل وخطوات عملية لإنجاز استعادة الدولة اليمنية الحرة المستقلة، وإنعاش الاقتصاد الوطني، ومنح اليمنيين في الداخل والخارج أفكاراً ذات قيمة، تحثهم على العودة إلى مرحلة المشاركة في بناء مؤسسات الدولة الوطنية المنشودة"..
كما يؤكد التيار، على أن الانهيار السياسي في البلاد، أعقبه انهيار اقتصادي زاد في حصيلة المعاناة للمواطن. لذا خصص التيار أكبر وأوسع لجانه، وهي لجنة التنمية، مهمتها تنموية إنسانية، تهتم بدعم الإنسان اليمني أينما كان، وتسعى لإيجاد حلول اقتصادية من خلال دراسات اقتصادية، ودراسات جدوى لمشاريع طويلة المدى لمكافحة الفقر ورفع مستوى الوعي.
وفكرتها قائمة على شعار: "ريال خبز وريال وعي"، وتقوم بدعم الفئات المتضررة من الحرب في الداخل والخارج، وتهتم بالطلاب الفقراء وتسهم في تعليمهم من المرحلة الأساسية حتى الجامعية، وتقوم عملياً بإنشاء ودعم مؤسسات تنموية للقيام بهذا الدور.
هذا بالإضافة إلى عدة لجان أخرى هي: لجنة العلاقات الداخلية، ولجنة العلاقات الخارجية، ولجنة الإعلام، ولجنة الفكر. ولكل من هذه اللجان مهام وفريق عمل متمكن ومتخصص.
المطلعون على أدبيات التيار، من مبادئه وبنود مبادرته ونشاطات لجانه، يؤكدون أن الروح اليمنية تبعث في تصميم من أجل إيجاد حلول لهذا الوضع المؤسف.
وأن "تيار يمنيون"، بارقة أمل، سيجرف في طريقه كل اليأس الذي تراكم في نفوس اليمنيين، إذا وجد المنفذ الواسع لجريانه كتيار يمني، كل همه اليمن.
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية