شكراً للأوطان التي تقبلُنا كيف ما نحن، وعلى أي هيئةٍ نبدوا..
تُقيل عثراتِنا وتَفتحُ لنا كفها كُلما قررنا الرحيل عنها و أعادنا الحنين .
شكراً لها حين تسقينا الماء عذباً زلالاً يروي ضماء عطشنا ، ويَغرس فينا حُبها..
شكراً لها حين علمتنا أننا أجزاء حاضرها المثقل بالهم ،والمُعبد بالدم ولم تتخلى عنا بحجةِ أننا جلبنا لها الحرب، وشمّرنا سواعدنا لنقتل بعضنا ثم نتباكا فوق ثراها عن الأرواح التي أودعناها وسلمناها لترابها، أرضٌ تقبلُنا أحياء ولا ترفضنا قتلى ، شكرا لها حين تضعُ في طريقنا أنبل الأشخاص وأشجعهم لنواجهه بهم ومعهم حملها الثقيل وحبها كذلك.
شكراً لوطني الذي يُضمد الجرح ويُطبب المرض، ويواجه مصيره بكل قوةٍ وعزم باحثاً عن السلام الذي يستحقه ،والأمان الذي سُلب منه، والحبُ الذي لن يتركهُ عبثاً تذروهُ الرياح والحروب السياسية؛ من أجل إرضاء الآخرين.
شكراً لشعبي الذي لا يتخلى عن الأحلام ،ويقف كصخرة صماء أمام الطغاة..شعبي الذي يُلم الشمل كُلما تفرق، ويخمد الفتنة كُلما اشتعل فتيلُها، ويُواسي الجريح، ويُطعم الجائع، ويقف إلى جانب المظلوم من كان وأينما كان مهما اختلف جنسه ولونه وعقيدته.
شكراً لقلوبنا الرقيقة، وإيمانُنا العميق، وحكمتُنا الفذة، ولكلِ من علّمنا أنَّ الحياةَ لا تقف عند الصمت، وتَقبل الواقع المُر، وأنَّ دروب النضالِ والإنتصار شاقة، وأنَّ الإنسانية قدرٌ نذهبُ إليها إن لم تأتي إلينا؛ لنبقى أحياء الضمير أنقياء الخواطر، لا نحملُ حقداً على أحد ولا نسعى لإيذاء أحد .
شكراً للظروفِ وللوطنِ وللحروبِ التي علّمتنا الكثير ...شكراً كثيراً.
اقراء أيضاً
هل يُعتم القمر؟
على ماذا نخاف؟
ثغرة نور