فاتنا الكثير من الوقت، ونحن نقف أمام جدران الحياة، باحثين عن ثغرة نور تفتح هنا أو هناك؛ إلا أن جدرانها صلبة، تحتاج لمعول الصبر والتأنّي والتحدي، قبل البحث عنها خلف عتمتها، أو البحث عن شيء من قبس ضوئها، وخيط من شعاع شمسها.
ما زلنا نقف أمام الحروب، وكل الصعوبات مذهولين من قدرتنا على التعايش والتماهي معها، وكأنها روتين يومي اعتدنا عليه؛ فلم نعد نتأثر منه، أو نؤثر به.
تمضي بنا دروب الحياة وحروبها، أحيانا بعيدًا عن أحلامنا وآمالنا، وتخذلنا في وعودها الوردية كثيرا.
ليست الحياة مرتبطة فقط بما نتمنى ونحلم ونسعى إلى تحقيقه؛ بل الحياة كل الناس الذين ترتبط بهم تفاصيل حياتنا، والذين تجمعنا بهم همومها وأفراحها واتراحها.
الحياة ألم يسكن قلب شخص ما؛ لكن نعيش جرحه نحن، تترقرق الدموع في عينيه، وتذرف أعيننا قبله. بالمقابل؛ ابتسامة على شفتيه تشرق في وجوهنا نحن كذلك.
الحياة جميلة معقدة بسيطة وصعبة في كل أحوالها، نحن من نختار كيف نسير، وأي طريق نسلكه فيها، نحن من نختار رفقاء الطريق، وأي معاول الحياة، لهدم عوائقها، وكل وسائل البناء لنبني صرحًا شامخًا يليق بنا وبأحلامنا وآمالنا، وأي صفات الجد والهزل نحمل في عقولنا وقلوبنا لنتخطى بها حواجز الإختلاف والعنصرية والتعالي والانهزام.
نتمسك كثيرا بالأياد الطيبة الصالحة التي تدفعنا للأمام إن عجزنا، وتذلل لنا الصعوبات لنجتازها إن خذلنا، ونهد جدارها القوي كلما وجدناها في طريقنا، ونشمّر عن سواعدنا، ونحف أقدامنا بالمشي إلى غايتنا دون كلل أو ملل، كيف لا نفعل ذلك والرفاق من حولنا صالحين واهدافنا نبيلة، وغايتنا سامية ..
الغايات لا تبرر الوسيلة؛ إلا غاية أن نجد ثغرة نور تصنع تغييرًا في روتين حياتنا المعتاد، يبرر لنا وسيلة هدم كل جدار يحجب عنا النور. مرددين دائما قول الشاعر:
سنظل نحفر في الجدار
إما فتحنا ثغرة للنور؛ أو متنا على ظهر الجدار ..
اقراء أيضاً
هل يُعتم القمر؟
على ماذا نخاف؟
تكنولوجيا المشاعر..