تمر الأيام وتنقضي السنون بتتابع رتيب وممل أيضاً كتعاقب الليل والنهار بشكل مالوف يتخللها أيام مميّزة وذكريات ومناسبات تكسب تلك الأيام لوناً ونكهةً مميزةً ، خمسة وعشرون ربيعاً مررت بها تكررت فيها مناسباتٍ مختلفةٍ وأعيادٍ وطنيةٍ وغيرها تمر كباقي الأيام مرور الذكريات العابرة دون أن تغير شيئاً أو تضيف للذاكرة ما يذكر وتبدوا خالية تماماً من إي إحساس يشعرني بأهميتها أو يفلح في دغدغة شعور الانتماء والحب لتلك المناسبة أو العيد إما لعدم وجود أي تاثير في حياتنا لتلك المناسبة أو لفشل البيئة المحيطة بنا في وضعنا في جو الشعور بالقرب أو الإهتمام بحدث كذلك خصوصاً ما كان عيداً وطنياً يرسم نقطة تحول لشعبٍ أو صناعة تاريخ فارق في حياة الوطن.
كبرتُ وكبرت معي مشاعري تحسستُ الحياة أكثر واقتربت بشكلٍ أعمق في فهم مجرياتها واستيعاب ما يدور فيها ومعاني الرمزيات التي صارت جزءاً مقدساً في أفواههم وإعلامهم وحدثاً مألوفا يدور بدوار الأيام وتعاقبها دون أي باعث لمشاركة الوطن تلك المناسبة أو لنكن جزءاً منها بعد فهمنها للحدث وإدراك أبعاده واهميته.
ذكرى الثورة اليمنية المجيدة وانتصار قيم الجمهورية والحرية على النظام القمعي الاستبدادي البائد وإسقاط عرش الإمامة في 26 سبتمبر /أيلول 1962 م ، يحيينا كل عام ونحييه بلا روحٍ، فقط لمجرد التقليد المتعود عليه الذي يخلو من إي مضمون في ذاكرتنا.
لكن في العيد الرابع والخمسين من عمر الثورة السبتمبرية الشجاعة في 26 سبتمبر 2016م أعددتُ نفسي لأفرح بدون معرفة الدوافع لذلك العشق لهذا اليوم وأهميته شاركت الفرح بكل مشاعري الصادقة المحبة النابعة من أعماق قلبي شعور الإنتماء والولاء وتذكر النضال الذي صنع تلك المناسبة وذلك الإنجاز الضخم في تاريخ شعب عريق أبيّ ، لقد أحاطت بي الأفراح وامتلأت نفسي سعادة غامرة ونخوة وطنية واعتزاز بهويتي بحدٍ كاد قلبي أن يطير وهو يتراقص فرحاً كلحظة انتظار أثمن الأشياء في حياتي.
شعورٌ خفاق في العلالي أخذني من أرضي إلى سماء وطني الكبير الفسيح المعطاء شعورٌ بوطن القلب فوق أرضه وتحت سماءه رآيات الأعلام ترفرفُ عالياً تعانقٌ جبال الوطن الشامخة ، لقد عشت تفاصيل حب مخلصٍ بريئ أٌخذتُ إليه أخذاً سافرت مشاعري نحو قبلتها وإحساسي ملأ أركان قلبي بشعور الحنين لوطنٍ قتله الجميع وظلمه الكثير وكأني به يئن في كل قطرة تنزف أو شبر من أرضه تنتهك أو جمال فيه يغتال.
كانت الأغاني الوطنية تلهب شعور الحب وتعمق الولاء وتجسد الشعور بالانتماء حُنجرة أيوب طارش تفعل في الروح الثورية والقلوب الوطنية فعلها الساحر في تهيج المشاعر والأحاسيس العطشى لهذا البلد العظيم التواقة للارتواء من حبه والانتماء إليه والعيش تحت ظل خيراته الوفيرة ، ومرت ساعات سبتمبر لهذا العام وأنا أعيش ربيع حبي لهذا البلد ولهذا اليوم وشعرت بالفعل لأهميته وكوني جزءاً منه وذلك على الأغلب يعود إلى نقطة هامة تتمثل في الظروف العصيبه التي يمر فيها الوطن المسلوب والمنهوب والمغصوب وطن الأوجاع والأجراح وطن المعاناة وقصة الكفاح التي نعيشها في محاولة للبقاء فكلما عانا البلد أكثر كلما اقتربنا نحن منه وتعاضدنا لأجله ، وشعرنا بحنينا نحوه وانتماءنا إليه خصوصاً ونحن نعيش وضع احتلال للدولة وإسقاطها من قبل منبوذي الأمس ( الإماميون ) والمرتدون عن الجمهورية ( صالح وزبانيته ) وإنهاكم للبلد وارهاقه في دوامة صراعات لا ناقة للوطن فيها ولا جمل بالغوا في قتل روح الوطن قضوا على كل جميلٍ فيه وبنينا بداخلنا لوطننا كل جميل ومستقبل له أجمل أنه الشعورُ بالانتماء إليه.
اقراء أيضاً
لن ننصر الأقصى