سبع سنوات مرت على انطلاق شرارة ثورة فبراير 2011 المجيدة، التي ثار فيها الشعب على النظام الفاسد طالباً التغيير، وباحثاً عن التقدم والانتصار على الفقر والظلم والوساطة والمحسوبية في كل مؤسسات الدولة، والقضاء على التوريث والتمديد في كل المناصب الحكومية العامة التي يتوارثها المسؤولين وأبنائهم وأهاليهم اعتماداً على النفوذ والمال وعدم وجود رقابة على كل هذه التجاوزات، حتى أتت الثورة محاولة تغيير النظام، وإقامة دولة عدل ومساواة تكفل الحقوق والحريات وتفاضل بين الناس بكفاءتهم وقدراتهم.
سبع سنوات منذُ فتحت الثورة ساحاتها للجميع وأصبحت نقطة انطلاقتنا للتغيير منذ رَددّنا فيها نشيدنا الوطني كما لم نفعل من قبل مُريدين جعل كلماته واقعاً يصنع مستقبلنا المشرق، لا مجرد أبيات شعر نكتفي بترديدها في طوابير الصباح ومناسبتنا الوطنية كعادة تربينا عليها، فلا قيمة لها إن لم يترجمها الواقع.
جعلنا من ثورة فبراير شمساً نيّرة ساطعة تضيء لنا الطريق، وجعلنا منها مورد ماء يروي كل طلاب الحرية وعشاق الكرامة .
أثبتنا بعد كل هذه السنين أن الثورة لم تكن سبيلا للعابرين، ولم نكن كذلك، فقد كانت وجّهتنا للحق وللبحث عن الحقوق بكل الطرق السلمية المشروعة، وما زالت انطلاقتنا الأولى وخطوتنا الواثقة نحو قلب واقعنا المُر، وتشييد مستقبلنا الواعد رغم المؤامرات ورغم الحرب التي حالت دون ذلك.
ولذا فإننا سننتصر لنا ولها وستشرق شمسها على كل عتمة، وستنتصر مبادئها على كل زيف، وسنردد في كل ذكرى لها وفي كل شوارعها المُعبدة بالدماء الطاهرة الزكية أناشيد الحرية و الكرامة، وسنرفع صور الشهداء على كل منبر شرف، وفي كل قمم الجبال التي تسطر اليوم أيضاً فصلاً آخراً من فصول قصتها ومن قصص البطولات النضالية لكل الأحرار والشرفاء في كل مواطن العزة والشرف وفي شتى المجالات.
وكل عام يمر وذكرى تتجدد نزداد ألقاً وإيماناً بها كلما كشفت لنا خيوط اللعبة، وتيار الثورة المضاد الذي حاول العبث بها وانكشفت أوراق حكام الجوار وتجار الحرب الذين أرادو أن يجهضوها ولكنها عرتهم وكشفت لنا زيف شعاراتهم.
اليوم وبعد سبع سنوات من الثورة والمؤامرة عليها نجدد تمسكنا بها وبالحرية وبالوطن الموحد بشماله والجنوب، وبالمساواة والعدل وبكل المطالب التي ثرنا من أجلها، وسنظل على دربها سائرين حتى تنجلي المؤامرة وتشرق شمس حريتنا على كل بقعة وشبر من هذه الوطن، وحتى تتحقق مبادئها وأهدافها كاملة، ومهما تكن التضحيات ودروب النضال شاقة سينكسر القيد وينجلي الظلام وستنتصر إرادة شعبنا بالحياة على كل مشاريع الموت.
اقراء أيضاً
هل يُعتم القمر؟
على ماذا نخاف؟
ثغرة نور