تقف بنا الحياة كثيراً عند أشخاص لا ننساهم وعند مواقف لا تٌمحى من الذاكرة وعند أحداث تاريخية كتلك التي تحررت بها مدننا من عبث الطغاة ورحل من أجل تحريرها عظمائها لنشير إليها كلما حاولنا أن نتذكر حدث صغير وعابر وقع وقتها.
وعند من يتألمون نقف لنخفف عنهم المأساة ونشاركهم الألم فنحن مثلهم لا نستطيع أعادة الغائبين ولا فتح أبواب السجون تلك ليروا أبنائهم أحرار لاقيود في معاصمهم.
يستوقفنا الذين يبكون سراً كل يوم محاولين معرفة سبب الدموع وسبب الألم ولكن من دون جدوى ولا فائدة فهم حتى لايعرفون سبباً لأوجاعهم.
و عند تلك الأرواح التي سلبها الموت وهي مٌسجاتاً على أكفان الرحيل نقف لنودعها وداعاً أخيرا ونودع مع كل راحلاٌ منها جزء منا جمعتنا به الحياة والحرب يوماً ما .
نقف لنبكي وجع الجريح وعناء الشريد ورحيل الشهيد ونتألم لألم المريض ونبكي الجائعين المتوسدين أرصفة الطرقات الباحثين بين أكوام القمامة عن ما يسد رمق جوعهم ويقيهم شر الموت برداً وجوعاً على جنباتها ليموتوا فيما بعد بسبب أمراض جلبتها لهم لقمة العيش تلك على ممرات المستشفيات.
و نتذكر الأسرى خلف قضبان السجون فلا ننساهم ولاننسى قضيتهم و نحط رحالنا وخيالنا عند أولئك الراحلين بدرب الشتات الباحثين عن أمل يتمسكون به لنبحث معهم عن مواساة نواسيهم بها وعن دعاء في ظهر الغيب نلح على الله باستجابته ليكونوا بخير.
مواساة وأدعية تليق بإنسانيتنا وبحبنا لهم ،تخفف جراحهم وأحزانهم.
اقراء أيضاً
هل يُعتم القمر؟
على ماذا نخاف؟
ثغرة نور