يوم أمس السبت، أصدر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بياناً ندد فيه بما أسماه العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
البيان جاء مختلفا كليا في مضمونه عن بيان وزارة الخارجية في الحكومة التي يشارك فيها التنظيم، ويتمتع فيها بنفوذ معزز بتغطية إقليمية.
التنظيم كان في بيانه محكومًا بمبدأ الدفاع عن السيادة اليمنية؛ لكنه صاغ البيان بطريقة تجعل من الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية التي استهدفتها الضربات الامريكية البريطانية جزء من مقدرات الدولة، بينما سُلمت للحوثيين أصلاً للعبث بالسيادة، ولقتل الشعب اليمني وتطويعه للمشروع الطائفي المدمر.
بيان التنظيم الناصري دمج للأسف بين اليمن: الدولة ذات السيادة وبين الحوثيين، وهم في الحقيقة جماعة متمردة انقلابية مزعزعة للسيادة اليمنية، ويعلم اليمنيون أنها استفادت كثيراً من الدعم الأمريكي البريطاني العدائي بامتياز، لتقويض الدولة وتفجير حربٍ تسببت في التدخل العسكري الخارجي، تحت مظلة الأمم، وباسم الدفاع عن الشرعية، وهذه المرة يأتي التدخل الخارجي باسم الدفاع عن الملاحة الدولية.
وهنا يمكن للمرء ان يجادل بشأن الدوافع الأخلاقية لسلوك الحوثيين في جنوب البحر الاحمر لكونه ينتصر لغزة، لكن من قال ان هذا النشاط يدور حول الانتصار لغزة فقط، ذلك ان التصريحات الايرانية وتصريحات زعيم حزب الله تشير إلى تقاطع الأجندات وكارثية المآلات بالنسبة لليمنيين الذين يعيشون تحت الوطأة الثقيلة للانقلاب الحوثي الذي انتجه الامريكيون والبريطانيون وبقية العواصم الغربية.
التنظيم الناصري (حزب صغير يعتنق الأيديولوجية القومية الناصرية) لم يكلف نفسه عناء التمييز بين اليمن وبين جماعة الحوثي التي تشكل النموذج الأسوأ للاعتداء على السيادة، لكونها مقاولاً محلياً يخدم أجندة طرف إقليمي طائفي هو إيران التي تعترف بجماعة الحوثي حكومة شرعية في اليمن، ضداً على إرادة الشعب اليمني والإجماع الدولي.
لن يسجل التاريخ لهذا الحزب وهذا القيادي ولهذا الشخص أو ذاك موقفاً مشرفًا لأنه دافع عن السيادة اليمنية، بينما تعكس ممارساته السياسية ومواقفه المضطربة نمطاً من التفريط بالسيادة عبر نفاق جماعة متمردة والتخادم مع أجندات دول والسقوط في قعر الخصومات الأيديولوجية، والحسابات السياسية الخاطئة وقصيرة النظر.
أمريكا وبريطانيا وإيران والحوثيون اعتدوا على اليمن وانتهكوا سيادته، انهم حزمة مترابطة ومتضامنة من الأعداء الذين يتناوشون اليوم على الجغرافيا اليمنية مع الابقاء على مراكز التأثير على ما هي عليه من القدرة على توجيه الأذى اليمن وسيادته واستقراره.
من صفحة الكاتب على منصة "إكس"
اقراء أيضاً
عن الاعتداءات الصهيونية على الحديدة يوم السبت!
خارطة الطريق اليمنية إلى جحيم الحرب الحقيقية
لماذا كل هذا الرهان على مفاوضات مسقط الإنسانية الاقتصادية؟!