نمر ويمر وطننا بمنعطف تاريخي صعب وخطير وطريق طويلة معبدة بالدم والنار، نحاول أن نتخطى الصعاب رغم الألم، وأن نبني الوطن رغم التضحيات.

فكلما سقط شهيد تحرر شبر من هذه الأرض، وكلما ارتوت من دمائهِ الطاهرة الزكية نبتت فيها جذور الحرية وأصبحت تتجذر حتى أعماقها.

ورغم ذلك ورغم كل التضحيات والدماء والأرواح التي سقطت وهي تحث السير الى طرق ابواب الحرية بأيديها المضرجة بالدماء، إلا أن العبيد لا يسأمون ولا ييأسون فمطرها  يزعجهم وقطراتها تؤلمهم، اعتادوا أن يكونوا عبيدا، واعتدنا كأرضنا أن لا نقبل بهم وبزيفهم.

لن نلتفت كثيرا للعبيد فهناك جزء آخر ممن يحبون العبودية ولكن من وراء حجاب، هؤلاء يدعون الحياد ويقفون في منتصف الطرق فلاهم الشرفاء الذين تجدهم في صفوف الأحرار، ولا المحاربون الذين تجدهم في صف المليشيا.

هؤلاء هم النقمة التي تغرق بهم الأوطان الذين يجعلوا من أرواح الأبرياء أحزاب ومن الدماء وآلة القتل سياسة لا يتحدثون عنها مكتفين بالمشاهدة ومتابعة الأحداث من بعيد وكأنهم ليسوا جزء من الشعب ولا يعيشون فوق تراب هذا الوطن، مفضلين الانزواء والتقوقع على أنفسهم باسم الحياد.

هؤلاء هم أعداء الحرية والوطن الباحثين عن المصالح رغم الموت، المتحدثين عن المناصب بعد الحرب، الذين يخونون الجميع ويدعون الشرف.

هؤلاء اعداء كلمة الحق، لا يقولونها ولا ينطقون بها رغم معرفتهم بها.

يفضلون الصمت إما جبناً أو خوفا أو  مصلحة، ولكن لابد أن ينتصر الحق وأهله رغم جبنهم، ولابد أن ترحل الميليشيا وتضع الحرب أوزارها،  ولا بد للوطن أن ينتصر، وللجبناء والمحادين أن ينكشفوا من سوأتهم.

فكلمة الحق هي العليا وستظل ..وسننتصر..