ما تزال الدماء تروي غرس الكرامة والشباب يتساقطون على جدرانها اليوم كما تساقطوا قبل ست سنوات وماتزال شوارع صنعاء تشهد ذكرى المجزرة والقلوب ترتجف والعيون تترقب وكأن الأحداث تعيد نفسها.
والشباب يهتفون سلمية سلمية ويتلقون رصاص القناصين بصدور عارية من كل شيء إلا من حلم تمنوا إن يحييوا به و من أجله خرجوا وهم عازمون على تحقيقه مهما تكن التضحيات كان حلمهم بناء وطن يعيش بكرامة وحرية تليق به وبهم .
مرت السنوات ولم يحاسب القتلة ومازالوا أحرار وأصابعهم تلهوا بكل آلة ووسيلة قتل تحصد الكثير من الأرواح ، فحقد الأمس باقِ لم تمحوه الأيام التي مرت ولا السنين التي انقضت.
فقد اصبح القتل منذ سقوط أول شهيد في ساحة التغيير سلاح القاتل وعدته وعتاده والقتلة المأجورين لا هم ولا عمل لهم إلا حصد أرواح الشباب الطاهر الحالم دون تفكير ولا حتى وازع من ضمير فلا القاتل يخاف الله ولا المجرم الذي أجره يردعه ويكتفي بما قد حصد .
لم تكن ذكرى الكرامة حدث عابر ولن تكون بل هي تاريخ لن يُنسى ولن تختلف في كتابة أحداثه وسرد تفاصيله مصادر التاريخ فما تزال أحداثها متجددة ومستمرة الى اليوم ففي كل محافظات الجمهورية مازال.
الشهداء يتساقطون دفاعاً عنها على يد نفس القاتل ولنفس الحلم والأحرار الشرفاء يودعونهم وعلى دربهم يسيرون ولسان حالهم يقول: نحن أحياء و باقون.. وللحلم بقية.
اقراء أيضاً
هل يُعتم القمر؟
على ماذا نخاف؟
ثغرة نور