يصادف السابع عشر من فبراير تاريخ مقتل الإمام يحيى بن حميد الدين على يد الشيخ علي بن ناصر القردعي أحد قادة ثورة 48 الدستورية..
كان القردعي واليًا على حريب، وكان مناوئًا لحكم الإمام يحيى، فأرسل إليه الإمام يطلبه إلى صنعاء في أمر، وحين وصل أودعه السجن بتهمة الخيانة، ولما حاول الهرب انكسرت رجله وطلب من الإمام الإفراج عنه، فرد عليه "لن تخرج إلا إلى خزيمة"..
بعد عدة محاولات، تمكن القردعي من الهرب مع رفيقه علي الحميقاني، وتوجه إلى خولان واختبأ فيها لأيام قبل أن يتوجه إلى بيحان، وحين بدت له جبال بيحان أنشد زامله الشهير:
ياذي الجبال اللي بديتي
ماشي على الشارد ملامة
قولوا ليحيى بن محمد
بانلتقي يوم القيامة
أدركه الإمام بجيش أخضع بيحان من جديد، ولدهائه حاول استمالة الإمام بقصيدة، فكلفه الإمام بمهاجمة محمية شبوة، في مخطط فهم منه القردعي أنه يريد التخلص منه، لأنه هو الذي سجنه قبلًا بسبب مهاجمته محمية بيحان، ولذلك خرج للانجليز إلى شبوة خروجًا هزيلًا غير مقاتل، ليلقى القبض عليه ويطلب منه التراجع، لكنه اشترط رسالة من الإمام تأمره بذلك بغية إضعاف موقف الإمام أمام القبائل وفضح تعاونه مع الانجليز، فأرسل إليه الإمام يأمره بالتراجع، وحينها أنشد:
قدهم على شور من صنعاء إلى لندن متآمرين كلهم سيّد ونصراني
اتقسمو الارض كلا منّهم وثّن
في اْرض اليمن كدّروا عاقل وسلطاني
وفي اجتماع مع قيادة الحركة الدستورية ومنهم إبراهيم حميد الدين نجل الإمام يحيى، طلب القردعي فتوى للتخلص من الإمام ودعمها قبليًا، حتى إذا أراد أبناؤه الانتقام لا يتسلطون على قبيلة مراد لوحدها، ثم جهز فريقًا من المقاتلين تمركزوا في حزيز، وانتظر مرور الإمام في عسكره ليقتنص رأسه مؤذنًا ببدء فجر حرية اليمنيين التي أشرقت شمسها صبح السادس والعشرين من سبتمبر 1962.
كان القردعي رجلًا صلبًا وحكيمًا، نحت من منظومة الظلم أدوات لمقاومته، وهرب من السجن ليعود ويخلص شعبه من السجان.
على أن مراد لا زالت تنمو وتتمدد أيها الإمام الصغير.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
غادروا البلكونة إخوتي!
كنت معلمًا في أرحب!
ساعتان