الأيام نتعثرُ بها كلما أردنا الخروج من مستنقعٍ وقعنا فيه بغير علم منا ولا دراية أو إذنٍ أو سابقِ إنذار في أوجِ هذا الصراعِ الذي لـم ينتهـي ولم نجدْ له ختام أو توقف إثر هذا الصراع رضَخت آمالنا وركدت منتظرةً منَّا أن ننقذها بينما في الواقع نحن وهيَ نُشيَّع إلى مثوانا الأخـير…!
انظـر للخارجِ من نافذتي التـي لم أعد أثق بصمودها فبيوم ما ستسقط شاهدةً على أحد الإنفجاراتِ الكبيىرة وستخلف وراءها جسدي الذي قاومَ كثيراً سأسقط كنهايـة لهذا الفيض اللامتناهيْ من التفاؤل الداعي للسخرية الذي كلما رددته سمعت صوت الوطن يقول لي أيتفائلُ مثلك في وطنٍ مثلي….!
صمت وسكينة وشارع خاوٍ من كل شيءْ عدا آثار المارة وما يلقونَ به للقطط الشاخصةِ في أزقة هذا الحي، كلاب تسكن تحت السيارات الراكدة منذ زمن، وطيور تفر هاربة علَّها تحضى بأمٍ أجمل، والسماء تنظر للأرض محمرة غاضبة وكأنها تعاتبها في مشهد غروب ناري ترجوها أن تكف عن إرسال الأرواح المظلومة بكثرةٍ إليها…!
لا زلت أكتب بحذر خشية أن أنسى حرفاً وددت كثيراً أن أضعه في المشهد لا زلت أتمهل أتريث اتلكئ لأنه لم يبقى بمقدوري ووسعي شيء سوى الكتابة..
للجرائمِ التي لم تنسبْ لفاعل لضحايا مستشفى العُرضي لشهداء العرض العسكري لتعز المحْروقة، صنعاء المبتورة، عدن النازفة، لمعالمنا الوطنيةِ التي دُكت وانتهكت فسال الدم من رايَة شموخها معلناً وصمة عار خالدة سنحملها للأبد للذين دَفنوا أحبتهم بأجسادٍ ناقصة وآخرِ صورة أخذوها عنهم كانت ملامح أجساد سُلبت منها أرواحها ببشاعة وألم…. جميعكمْ في ذمةِ الله فالأرض أصبحت مأوى من لا ذمم لهم….!
لأطفالنا الذين يباتون بجوع وألم، فقرٍ وهم، حرمان وغم، للذين اعتبرناهم أملنا واليوم يتسولون في الطرقات كمشهد خزي يصف الحالة التي انحدرنا إلـيها….تعاونوا يا أطفال كونوا لأنفسكم الملاذ والوطن ابتسموا، تعلموا رغم الصعاب إصنعوا لنا ولأنفسكم مستقبلاً خالٍ من كل ما يبكينا الآن ستصنعون الغد بأيديكم وفوق هذا الدمار سترفعون رايتكم….'
لا تبك يا صغيري لا انظر نحو السماء
من قلبك الحريري لا لا تقطع الرجاء
إن الأمل جهد عمل والجهد لا يضيع
الأمل جهدٌ عمل.
اقراء أيضاً
وجه العملة الكاذبة..!
أيها الفجــر!
بائـعة المناديـل