يقول الحسن البصري: "يا ابن آدم, إنما أنت أيام, إذا ذهب يوم ذهب بعضك".
ونحن نتناقل هذه العبارة لم نقف يوماً لنتساءل كم تبقى منا وكم ذهب؟
ماذا أنجزنا وبأي عملاً او اكتشاف ستخلد به ذكرنا الإنسانية ؟
بعد أن تنفذ أيامنا ولا يبقى منا ومنها شيء يذكر .
في هذا الواقع المليئ بالمأساة والحروب ماذا تصنع الإنسانية غير السباق إلى تطوير آلة الحرب وزراعة الألم في كل إتجاه وفوق بقاع الأرض المؤبوة بتجار الحروب وقاداتها الذين يجرُون العالم إلى حرب أبادة ضحيتها وفرسيتها الأكبر الدول العربية التي تقف وقفة العاجز عن دفع أخطار تحدق به من كل إتجاه .
ماذا تبقى لنا من العُمر غير الجراح والأشلاء المتناثرة هنا وهناك والآمال التي تقلصها الظروف والأحلام التي تقضي عليها الحروب و الأخطار التي لم نواجهها بعد وما زال في عُمرنا المليء بالشقاء والخيبات مُتسع لها.
ونحن نعلق أسباب فشلنا وتأخرنا عن ركب الأمم الصاعدة إلى العُلا على أسباب الحرب وتآمُر الأمم علينا لسنا بعيدين عن القرون الوسطى التي مرت بها أوروبا وعصورها المظلمة التي عانت فيها من التخلف والفقر والشتات في الحين الذي كنا نسبقها كثيراً ونتقدم عليها في مجالات العلم والمعرفة والحضارة فاتحين لها جامعاتنا ومدارسنا لتتلقى العلم لتنهض فيما بعد وتخرج من ظلمتها إلى النور وندخل في ظلمتها نحن .
بعد أعوام وعصور من الانحطاط والتخلف نهضت أوروبا وبعد عصور من التقدم والازدهار العربي الأسلامي عدنا إلى الخلف ألآف الأعوام ونحن نحاول اليوم النهوض من تحت هذا الركام لنبني أمجادنا ونحافظ على أخرى تركها أجدادنا.
نحاول كثيراً أن ننهض ونبني مستقبلاً مشرقاً لأمة تكالبت عليها الأمم ، أمة قُدر لها أن تبقى ولا تزول ؛ وبالمتسع المتبقي لنا من العمر سنفعل ذلك من أجلها ومن أجل أجيالنا.
وسيقف التاريخ شامخا ليدون عزاً عاد قبل فوات الآوان ؛ وليكتب في أنصع صفحاته أسماء من بهممهم نهضت الأمم وبتضحياتهم عاد لها مجدها.
اقراء أيضاً
هل يُعتم القمر؟
على ماذا نخاف؟
ثغرة نور