ادعى إعلام مليشيات الحوثي وقادتها أن عبد الملك الحوثي وجه بمعاقبة من ارتكب مجزرة رداع الإجرامية بتفخيخ وتفجير المنازل على رؤوس ساكنيها، والتي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح.
 
ويحشد الحوثيين وسائل اعلامهم وقيادتهم لتثبيت تبريرهم للجريمة على أنها "خطأ فردي"، رغم أن هذا ربما جزء من التظليل الذي يستخدمه الحوثيين للرأي العام، ووفق الهيئة المدنية لضحايا تفجير المنازل: "فإن ميليشيا الحوثي فجرت أكثر من 130 منزلا بمحافظة البيضاء خلال السنوات الماضية بشكل ممنهج".
 
"يمن شباب نت" رصد جميع التصريحات الحوثية بشأن الجريمة وكانت الإجراءات الحوثية كالتالي: تشكيل لجنة برئاسة نائب وزير داخلية المليشيا اللواء عبد المجيد المرتضى، وعضوية القيادي الحوثي محمد البخيتي محافظ ذمار في سلطة الحوثي، وعبد الله إدريس محافظ البيضاء في سلطة الحوثي، ونصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين.
 
ما الذي فعلته اللجنة من واقع التصريحات الحوثية؟ وفقا لوكالة سبأ الحوثية فقد اتخذت اللجنة الإجراءات القانونية لمعاقبة المتورطين في الجريمة، وإقالة مدير أمن المحافظة وعدد من القادة الأمنيين ممن لهم علاقة بالجريمة.
 
بالإضافة إلى "لقاء أسر الضحايا والمتضررين، وحصر الأضرار ودفع الديات وإعادة بناء المنازل، ولقاء بعض الجرحى".
 
كما انتزعت تصريحات من السكان في رداع ومن الضحايا لإظهارهم أنهم حوثيون، مازالوا يوالون القيادة الحوثية، وأظهروا أحد أقارب الضحايا يقول إنه ما زال معهم. وهو ذات الأمر الذي قاله أعضاء اللجنة الحوثية جميعهم في المقاطع التي نشرها الإعلام الأمني الحوثي.
 
 
هل قبض الحوثي على عناصره المجرمين؟
 
وزعمت وزارة الداخلية الحوثية أن عناصرها الإجرامية نفذت الجريمة "كخطأ فردي ومبالغة استخدام القوة المفرطة بدون العودة وأخذ التوجيهات من القيادة الأمنية أو علم وزارة الداخلية".
 
تشير الصور والمعلومات المتداولة بأن عشرات العناصر الحوثية اشتركوا في جريمة تفجير المنازل، وكانوا يعلمون بوجود مدنيين بالمنازل المجاورة.

وبلغ عدد المتورطين بالجريمة 12 طقما ومدرعتين حوثيتين، بجميع طواقمها. وحتى الآن، لم تذكر المليشيا عدد المقبوض عليهم في تلك الجريمة البشعة التي لا يرتكبها سوى الحوثي والصهاينة في غزة والضفة الغربية.
 
لم يظهر الحوثيون أي أدلة على توجيه اتهامات لعناصرهم التي زعموا أنهم يعتزمون محاسبتهم، ولا ذكروا عدد المتورطين ولا مناصبهم ولا أسماءهم، ولا وحداتهم الأمنية.
 
كما لم يظهروا أي صور على اعتقالات زعموها بحق عناصرهم المتورطة في الجريمة البشعة، ولا أي علامات على شروعهم في بناء المنازل المدمرة.
 
بالإضافة إلى ذلك لم يذكر الحوثي من المتورط في جريمة إطلاق قذيفة آر بي جي على منازل المهمشين المجاورة للمنزل المستهدف بالتفجير، ولم تذكر حتى الآن عدد المنازل المدمرة، ولا عدد الضحايا من قتلى وجرحى بدقة.
 
لم تقدم المليشيا الحوثية أيضا ما يدل على أن حملتها الإجرامية نفذت الجريمة والعملية بدون تنسيق معها. كما لم تفسر المليشيا أسباب نقل كل تلك الكمية من المتفجرات وعناصر التفجير التي تذكر بوحدة الهندسة الإجرامية الصهيونية في قطاع غزة، ولا من أين جاؤوا بها.
 
لم يذكر الحوثيون أي قاض يتولى أمر المحاكمة، ولا أي نيابة تحديدا ستقوم بالتحقيق معهم، ولا أي محكمة عسكرية أو جزائية ستقوم بمحاكمتهم، ولا حتى موعد تقديم المتهمين إلى المحاكمة.
 

ما الذي فعله الحوثيون على أرض الواقع؟
 
أرسلت مليشيا الحوثي فجر الأربعاء حملة مكونة من 30 طقما عسكريا إلى مدينة رداع كبرى مدن محافظة البيضاء. وكانت قد واجهت تظاهرة غاضبة فجر الثلاثاء بإطلاق الرصاص وتفريقها بالقوة، التظاهرة هتفت بالشعار الآخذ في الانتشار "لا حوثي بعد اليوم" و "لا إله إلا الله.. الحوثي عدو الله".
 
كل تصريحات قادة وناشطي المليشيا تصف أن ما حدث من ضجة إعلامية "مؤامرة من العدوان لتقويض الجبهة الداخلية الحوثية". وظهر نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين نصر الدين عامر للإشارة إلى أن ما حدث له علاقة بثارات قبلية.

كما أن الحقيقة الماثلة هي أن العناصر الإجرامية المتورطة في جريمة رداع في البيضاء وجرائم أخرى مماثلة تنتهج استراتيجية التفجير وتدمير المنازل.
 
قوات خاصة قدمت من صنعاء إلى البيضاء لتنفيذ مهمة التفجير، تقول تقارير إنها مكونة بالاشتراك بين الأمن الوقائي الذي يتبع عبد الملك الحوثي مباشرة، وقوات خاصة تتبع عمه عبد الكريم الحوثي وزير الداخلية في حكومة الحوثي التي لا يعترف بها أحد.
 
من بين المتورطين المدعو "سام الملاحي" المشرف الحوثي على منطقة البيضاء، وهو صديق شخصي لعبد الملك الحوثي وأحد أبرز من يعتمد عليهم في سياسة التفجيرات، وفق الصحفي عدنان الجبرني.
 
وهناك أيضا الممثل الشخصي لعبد الملك الحوثي في البيضاء المدعو حمود شثان، والقيادي الحوثي أبو حسين الهرمان، وعناصر الحملة التي قامت بالتفجير، ومن نسق معها وشارك فيها.

ونقل القيادي السابق في المليشيا على البخيتي شهادة عن القيادي الحوثي أبو يوسف المداني -صهر عبد الملك الحوثي- مفادها أن "عبد الملك الحوثي يحتكر شخصيا قرارات تفجير المنازل، وتحديد ساعة تفجيرها".