قالت الغارديان البريطانية، إن إستخدام إسرائيل للقوة غير المتناسبة في غزة يشكل تكتيكًا راسخًا منذ زمن طويل ـ وله هدف واضح، إذ تذهب هذه الاستراتيجية إلى ما هو أبعد من هزيمة الخصم: فهي تسعى إلى تدمير البنية التحتية الرئيسية والاقتصاد، مع سقوط العديد من الضحايا بين المدنيين.

ونشرت الصحيفة مقالاً للكاتب "بول روجر" اعتبر فيه بأن تجاهل النهج الإسرائيلي المحدد في الحرب المعروف باسم "مبدأ الضاحية" يعد أحد الأسباب وراء عدم استمرار "التوقف المؤقت" لفترة طويلة جدًا.

وقال بأنه على الرغم من الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق، المدعومة بإمدادات شبه غير محدودة من القنابل والصواريخ والدعم الاستخباراتي من الولايات المتحدة، تواصل حماس إطلاق الصواريخ. علاوة على ذلك، فهي تحتفظ بقدرة شبه عسكرية كبيرة حيث أن 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة شبه عسكرية لاتزال نشطة وسليمة، بما في ذلك جميع الكتائب العشر في جنوب غزة.

ورجح الكاتب تزايد الدعم الفلسطيني لحماس أيضاً في الضفة الغربية، حيث قام المستوطنون المسلحون والقوات الإسرائيلية بقتل العشرات من الفلسطينيين منذ بدأت الحرب. ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية عازمة بشكل مطلق على مواصلة الحرب وتسريعها، على الرغم من التحذير الصريح الذي أطلقه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين للحد من الخسائر البشرية.

وبحسب المقال، لن يكون لذلك أهمية كبيرة، نظراً للموقف المتطرف الذي تتخذه حكومة بنيامين نتنياهو الحربية، حيث الهدف هو تدمير حماس. وذكر الكاتب بأنه تم استخدام استراتيجية التدمير تلك في غزة خلال الحروب الأربعة السابقة منذ عام 2008، وخاصة حرب 2014. وفي تلك الحروب الأربع، قتل الجيش الإسرائيلي حوالي 5000 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، مقابل خسارة 350 من جنوده وحوالي 30 مدنياً. في حرب عام 2014، تضررت محطة الكهرباء الرئيسية في غزة في هجوم شنه جيش الدفاع الإسرائيلي، وتأثر نصف سكان غزة البالغ عددهم آنذاك 1.8 مليون نسمة من نقص المياه، وافتقر مئات الآلاف إلى الكهرباء وغمرت مياه الصرف الصحي الخام إلى الشوارع.

وأشار إلى أن الوضع الآن، بعد شهرين من الحرب، أصبح أسوأ بكثير. ومع استمرار الهجوم البري في جنوب غزة، فإنه لن يتوقف، بل إن الأمر يتفاقم بفعل عشرات الآلاف من سكان غزة اليائسين الذين يحاولون مراراً وتكراراً العثور على أماكن آمنة.

ويبدو أن الهدف الإسرائيلي المباشر، والذي قد يستغرق شهوراً لتحقيقه، هو القضاء على حماس مع محاصرة الفلسطينيين في منطقة صغيرة في جنوب غرب غزة حيث يمكن السيطرة عليهم بسهولة أكبر. 

وختم الكاتب مقاله بالقول بأن أهداف إسرائيل في غزة ستفشل، وسوف تبرز حماس إما في شكل مختلف أو قد أصبحت أكثر قوة، ما لم يتم العثور على طريقة ما للبدء في المهمة الصعبة للغاية المتمثلة في جمع الطوائف مع بعضها البعض.

 ومن ناحية أخرى، يرى الكاتب بأن الدولة الوحيدة القادرة على فرض وقف إطلاق النار هي الولايات المتحدة، ولكن لا توجد دلائل تذكر على ذلك ــ على الأقل حتى الآن.