تجددت الانقسامات والتعليقات بشأن الدور السعودي في اليمن، بعد دعوة المملكة لوفد حوثي لزيارة الرياض، يوم الخميس الماضي.
وقال بيان للخارجية السعودية، إنها وجهت دعوة لوفد من صنعاء لزيارة الرياض استمرارًا لدورها في التوصل إلى حل مستدام بين الأطراف اليمنية، وفقا لمبادرة سعودية أعلنتها في مارس2021، واستكمالا لنقاشات تمت في صنعاء ومسقط بقيادة السفير السعودي.
البيان السعودي، أعاد الجدل والانقسامات بشأن طبيعة الدور السعودي في المفاوضات الحالية، حيث تصر السعودية على أن تقدم نفسها وسيطًا، بينما يقول الحوثي إنها "طرف"، وأنهم لن يتفاوضون مع الحكومة والأطراف اليمنية، وأن التفاوض حصري مع المملكة قائدة التحالف العربي.
وتفجر الجدل بشأن الدور السعودي أول مرة في رمضان الماضي عقب زيارة قام بها وفد سعودي إلى صنعاء برئاسة محمد آل جابر السفير السعودي لدى اليمن، والذي قال فيه إن تلك الزيارة امتداد للجهود السعودية في اليمن منذ 2011 التي تتوسط لحل الأزمات في اليمن بالتوسط بين الأطراف المحلية اليمنية.
الأمر الذي أدى إلى جمود في جهود المفاوضات، وانقسام واضح بين أتباع الحوثي، جعل عبدالملك الحوثي يقول فيه ردا على تلك التصريحات إن السعودية طرف وليست وسيطا.
السعودية وسيط
ورصد "يمن شباب نت" جزء من الجدل والانقسام الحاصل بين النشطاء الحوثيين بشأن طبيعة الدور السعودي في المفاوضات الحالية، والتي تعد انعكاسًا مباشرًا للصراعات التي تشهدها أجنحة المليشيا.
وفي هذا الصدد، قال الصحافي والناشط الموالي للحوثي، خليل العمري، مراسل قناة المنار التابعة لحزب الله تعليقا على بيان الخارجية السعودية "إن السعودي وسيط مثله مثل العماني برضا صنعاء واختيارها".
وأضاف في سياق الجدل حول الموقف السعودي: "من يقل غير ذلك أو يحاول تسويق سفسطة أخرى من قبيل (هذا بيان من خارجيتهم مش من خارجيتنا) فعليه أن يبلع لسانه" وختم تغريدته بالتأكيد "أن الموقف السعودي واضح، حين جاء قال انا وسيط والأن يؤكد أنه يستقبلك كوسيط".
بالمقابل، علق الناشط الحوثي جمال بن حاجز، على هذا التوصيف بالقول: "السعودية وسيط أم طرف؟".
ونقل جمال بن حاجز عن وزير الإعلام الحوثي ضيف الله الشامي قوله: "إن ذهاب وفد صنعاء إلى الرياض جاء تلبيةً لوساطة عُمانية، وليس بدعوة سعودية لإبداء حسن النوايا لتحقيق السلام".
وأضاف "أن زيارة محمد بن سلمان الى مسقط تشير الى انه هو من طلب منها التوسط بشأن زيارة وفد صنعاء الى الرياض". حسب زعمه.
وقال أبوبكر القربي القيادي في المؤتمر الشعبي العام المقيم في مسقط، "إن الزيارة التي ذهب بها الوفد الحوثي إلى الرياض استندت على مفاوضات ظهران الجنوب2016، التي ظهرت فيها السعودية وسيطا بين الحكومة والحوثي، والسعودية مشرفة على تنفيذ الاتفاق".
أما القيادي في مليشيا الحوثي محمد المقالح، فقد كتب تغريدة على منصة "إكس": "سمّها ما شئت وساطة، تقريب وجهات النظر، طرف ايجابي طرف غير ايجابي أي حاجة.. المهم تنجح المفاوضات".
قناة المسيرة تهاجم السعودية
شنت قناة المسيرة الحوثية نقدًا على بيان الخارجية السعودية الذي أعلنت فيه الخارجية السعودية دعوة وفد حوثي لزيارة الرياض.
وقالت قناة المسيرة في تقرير لها بعنوان: السعودية طرف وليست وسيطًا، إن على السعودية أن تغادر مربع إعلان نفسها وسيطا، في بياناتها الرسمية، وفي بيان خارجيتها.
وأكدت القناة الحوثية، في تقريرها مساء الجمعة أن الحوثي حريص على السلام، لكن على السعودية أن تترجم وعودها إلى أفعال، وأن تغادر مربع إظهار نفسها وسيطا ومحايدا في البيانات الإعلامية، وأن تتخلى عن الحرص على ذلك.
وقالت القناة إن حضور الوفد العماني، يجعل من السعودية طرفا وليست وسيطا. رغم ذلك قالت القناة إن المفاوضات الجارية تبدو مختلفة عن سابقاتها ونتيجة لسلسلة طويلة من اللقاءات في مسقط وصنعاء.
لكن القناة قالت إنها تتوقع أيضا أن تراوغ السعودية في تلك المفاوضات، التي تقول القناة إنها جاءت نتيجة لتهديدات الحوثي ضد السعودية قبل أكثر من شهر.
بينما يقول مراقبون وتقارير عدة إنه ضغوطات شعبية يقودها نادي المعلمين ومئات آلاف الموظفين، في مناطق سيطرة الحوثي للضغط على المليشيا لصرف المرتبات دفعها إلى الاستعانة بسلطنة عمان، التي زار وفدها صنعاء في منتصف أغسطس الماضي.
تفاؤل حوثي
غير أن محمد عبدالسلام المتحدث الرسمي ورئيس الوفد الحوثي المفاوض قال إن لصحيفة الشرق الأوسط السعودية يوم الجمعة إن خيار مليشياته الأول هو السلام، وأنه يعول على أن تكون المفاوضات الجارية في السعودية حاليا مع "الوفد السعودي" ولم يذكر الطرف السعودي.
وأضاف: «نأمل أن تُتوَّج هذه المفاوضات بتقدم ملموس في كل الملفات الإنسانية والعسكرية والسياسية، ومعالجة آثار الحرب، وبما يحقق السلام والاستقرار في عموم اليمن ودول الجوار والمنطقة».
بينما قلل الصحفي في قناة المسيرة الحوثية من بيان السعودية الذي يقدمها وسيطا، وقال علي ظافر: "بيان أو تغريدة في تويتر لا تلغي وقائع الميدان (مفاوضات سعودية يمنية) بوساطة عمانية والمرتزقة ما هلوش".
بينما قال نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية لمليشيا الحوثي، رئيس وكالة سبأ الحوثية: "طائرة الوسيط العماني وصلت صنعاء ومعها وفدنا الوطني المعني بالتفاوض وسيغادرون الى الرياض للقاء بالطرف السعودي..".
الأطراف غير الحوثية.. السعودية وسيط
يتعامل معظم الفاعلين في الملف اليمني على أن الدور السعودي مؤخرا في اليمن يقترن تماما بالدور العماني، أي أنه وسيط، ويرحبون بما تقوم به السعودية وسلطنة عمان من جهود لدفع التسوية إلى وقف دائم لإطلاق النار.
قلل مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أسامة الروحاني من أهمية الزيارة الحوثية إلى الرياض، وقال في مقابلة إذاعية مع راديو مونت كارلو إنه يمكن النظر إلى تلك الزيارة على أنها اعتراف ضمني من الحوثي من أن السعودية وسيط وليست طرفا في الصراع، وهو تراجع حوثي عما كانوا يصرون عليه.
بينما جددت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي دعمهم للجهود السعودية للتوصل إلى تسوية سياسية في اليمن، باعتبار السعودية هو الوسيط الأهم في ذلك.
أخبار ذات صلة
الجمعة, 15 سبتمبر, 2023
أشاد بالمبادرة السعودية.. البيت الأبيض: نرحب بزيارة أول وفد رسمي من الحوثيين إلى الرياض
الجمعة, 15 سبتمبر, 2023
ميلشيات الحوثي تتفاءل بزيارة السعودية وسياسي يعلق: لولا العجز لما عادوا للسياسية
الجمعة, 15 سبتمبر, 2023
رغم تفاؤل وفدهم بالرياض.. الحوثيون يهاجمون السعودية ويقولون: "المفاوضات الجارية مختلفة"