تفاجأ المختطف المفرج عنه من سجون مليشيات الحوثي الإرهابية "عارف العماري" عندما شاهد على شاشة التلفزة الجلاد الحوثي المدعو "مراد قاسم حنين" ضمن وفد المليشيا المفاوض بشأن الأسرى والمختطفين.
والسبت الماضي انطلقت جولة مفاوضات جديدة بين وفدين من الحكومة اليمنية، ومليشيات الحوثي المدعومة من إيران بشأن ملف الأسرى والمعتقلين، بمدينة بيرن في سويسرا برعاية الأمم المتحدة.
يأتي في رأس الوفد الحوثي المدعو حنين والمكنى بـ"أبو حسين"، بصفة نائب رئيس لجنة التفاوض الحوثية، وهو أحد أبرز قيادات المليشيا الذين ساموا المختطفين سوأ العذاب في مختلف السجون والأقبية الإجرامية في العاصمة المختطفة صنعاء، إذ أنه مارس بحق المختطفين مختلف انواع التعذيب.
جلاد متوحش
كلما يرى المختطف المفرج عنه من سجون المليشيا عارف العماري، الجلاد "مراد حنين" على شاشة التلفزيون جالساً على طاولة المفاوضات بجنيف وهو يبدو كحمل وديع، إلا ويتفطر قلبه ألماً وحزنًا وحسرة، والذكريات الأليمة تعود إليه مجدداً.
وقال العماري لـ"يمن شباب نت": عندما أرى صورة " أبو حسين" تتكرر في وسائل الإعلام بشكل يومي مع الأخبار التي تنقل مستجدات مفاوضات جنيف، إلا وتعود لي شتى صنوف التعذيب الوحشي، التي ذقتها على يديه خلال فترة اعتقالي في معتقلات الحوثي السرية بصنعاء.
المدعو حنين، والذي ينتمي لمحافظة صعدة، معقل المليشيا الحوثية، بلغت به القساوة والإجرام مبلغاً كبيراً، ذلك ما أكده عدد من المختطفين المفرج عنهم من معتقلات المليشيا في وقت سابق.
يتساءل الشاب العماري: كيف لشخص مجرم فاق في إجرامه ووحشيته وقسوته أشرس الحيوانات المفترسة أن يجلس على طاولة مفاوضات وهو يظهر كحمامة سلام وحمل وديع؟!، بينما يحمل كل معاني الحقد والكراهية والوحشية بحق الإنسانية لما مارسه من تعذيب بحق المختطفين.
وتابع:"المدعو مراد قاسم حنين لا يحمل في قلبه أدنى معاني الإنسانية، فهو لم يرحم كبيراً في السن، ولم يشفق على أي مريض طريح الأرض لا يستطيع الحركة، إلا وعذبهم بيده".
وأكد العماري، أن حنين أمر جلاديه بتعذيب العديد من المختطفين أمام عينيه، وهو يتلذذ بتعذيبهم، فضلاً عن سلاطة لسانه وبذائتها، وسوء أخلاقه وقبح ألفاظه النابية، مضيفا: "كان يسبنا ويشتمنا، ويهيننا في شرفنا وعرضنا، ويسب ويشتم أمهاتنا وأهلنا".
لا يرحم مسناً ولا مريضاً
وسرد المختطف المحرر عارف العماري بعضاً من مواقف التعذيب الوحشية التي عايش ألمها ورآها بنفسه في معتقلات المليشيا الحوثية الإرهابية السرية بصنعاء بحقه وحق المختطفين على يد المدعو مراد حنين.
وقال في إطار حديثه لـ"يمن شباب نت": "من المشاهد التي لا يمكن أن تنسى أن قام حنين بصفع مختطف كبير في السن يتجاوز عمره السبعين عاماً، على وجهه لمجرد أنه طلب علاجاً، حيث كان هذا المسن مريضاً لا يستطيع المشي أو الحركة".
وأضاف،" كان المختطفون يساعدوه على الحركة برفعه بأيديهم في حال ذهابه إلى الحمام، كما أنه يعاني من أمراض عدة ولم يتم معالجته، وفي أحد الأيام عند مجيء المدعو مراد حنين إلى المعتقل السري، تم رفع هذا المسن إلى باب الزنزانة وقام بطرقه وهو يطلب مقابلته، فرآه وشكا له أنه مريض دون علاج وكبير في السن لا يستطع المشي او الحركة".
وأستدرك العماري:" إلا أن مراد قاسم لم يرحم كبر سنه ولم يرق له جفن لمرضه، فما كان منه إلا أن قام بصفعه على وجهه وطلب من السجانين إعادته إلى الزنزانة دون مراعاة لكبر سنه ومرضه".
موقف آخر يرويه العماري، بأن أحد المختطفين كان مريضاً لا يستطيع الوقوف لإصابته بانزلاق في العمود الفقري جراء التعذيب، ووصلت الوحشية بحنين عندما طلب منه المختطف حاجته للعلاج وشكا له مرضه، ليكون رده عليه أن طلب من السجانين بقوله "عالجوه" في إشارة منه لهم بأن يعذبوه.
وتابع: "انهالوا عليه بالضرب بشكل مبرح بواسطة عصي غليظة وكابلات كهربائية وفي أماكن حساسة منها العمود الفقري الذي يعاني منه، حتى أغمي عليه، ومن ثم سحبوه إلى الزنزانة ورموه فيها".
كابوس مرعب
القيادي الحوثي مراد قاسم حنين، لقبه المختطفون بالكابوس لدمويته ووحشيته، يقول بعضهم إنه كان يحضر إلى السجون السرية بشكل مستمر ودون أن يخفي عن وجهه ويوم حضوره هو اليوم الأصعب، كان يشكل كابوسا مرعبا.
عندما كان يصل إلى المعتقل السري كانوا يسمعون صراخه وسبابه وشتمه وكل الألفاظ النابية الصادرة منه بصوت مرتفع، وهو ما يزال في بوابة المعتقل الخارجية، فهو سليط اللسان بذيء الكلام سيء الأخلاق فض التعامل، لا يرحم مريضا ولا يعطف على مسن من المختطفين.
مختطف آخر يروي أيضا بعض من تعامل مراد حنين مع المختطفين بقوله:" لم تنزع عن أبو حسين" معاني الإنسانية وحسب، بل نزع من قلبه الوازع الديني، فضلا عن كنه العداء لكل ما له علاقة بالدين في صورة مخالفة تماما لما يزعمون أنهم أصحاب المسيرة القرآنية.
وقال المختطف المفرج عنه ( م.ص.ع) لـ"يمن شباب نت"، "في إحدى المرات رأى مراد قاسم أحد المختطفين وعلى جبينه أثر السجود فقام بركله بحذائه على جبينه وهو يسبه ويقول: عقائدي يا إبن الكلب"، في إشارة إلى أنه متدين.
وأشار إلى أن أحد المختطفين سب زعيمهم "عبده الحوثي" فما كان منهم إلا أن زجوا به في زنزانة انفرادية، وتعذيبه بشكل وحشي دام لأكثر من شهرين.
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 15 مارس, 2023
اليمن.. انتقادات حقوقية حول إدارة المبعوث الأممي لمباحثات تبادل الأسرى والمختطفين
الثلاثاء, 14 مارس, 2023
المجلس الرئاسي يؤكد تمسكه بتبادل الأسرى مع المليشيا وفق قاعدة "الكل مقابل الكل"
الخميس, 02 مارس, 2023
تقرير حقوقي: توثيق سبع حالات وفاة تحت التعذيب في سجون الحوثي خلال العام الماضي